تشتهر سوريا بتربية أنواع من الحيوانات التي تعتبر الأكثر طلباً في العالم، خاصة الأغنام، حيث كانت تمتلك نحو 60% من مجموع هذا النوع من الأغنام في العالم بحسب إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، كما تميزت أيضاً بوجود “البقر الجولاني” المعروف بإنتاجه وسهولة ولادته وتربيته، فضلاً عن تربية “الماعز الشامي” المتميز بولادة التوائم ووفرة الحليب، كل تلك الخصائص أعطت للثروة الحيوانية بشكل خاص والقطاع الزراعي في سوريا بشكل عام مزايا نسبية ساعدت على زيادة مساهمتها في الإنتاج المحلي وجعلتها مطلباً للتصدير الخارجي، من دير الزور تحديدا ازدهرت أسواق تجارة الأبقار والأغنام وما يسمى “بالماكف”.
فقد قال مراسل وطن إف إم في دير الزور محمد ناصر لفقرة (خدني على بلادي)، إن الماكف هو اسم محلي يطلق على سوق بيع المواشي، ويتم بيع وشراء المواشي بكافة أنواعها سواء كانت أبقار أو أغنام وماعز، وبعض هذه الأسواق منشأة منذ سنوات، لكن غالبيتها أنشأت منذ سيطرة قسد على هذه المناطق”.
وأضاف محمد أن “كل ماكف يوفر على الأقل خمسمئة فرصة عمل، حيث تتوزع هذه الفرص بين البائعين وهم ما يسمون محليا بالدلالة، وبين التجار، وبين الحمالة؛ وهم من يقومون بتنزيل هذه الحيوانات من السيارات أو صعودها إليها، وبين من يقوم بنقل هذه المواشي من القرى القريبة إلى الماكف، كما يوفر فرصة عمل لخمسة أطباء بيطريين، بالإضافة لبعض المقاهي والمطاعم التي تقدم أكلات شعبية، فضلاً عن توفيره فرص عمل لباعة الحبوب الزراعية والمواد العلفية”.
وأكد محمد أن الأهالي هم من أنشأ هذه الأسواق، وبالتالي هم يبذلون ما بوسعهم لشهرتها، حيث أن شهرة السوق تجعل منه مقصداً للتجار، وبالتالي تحصل حركة بيع وشراء كبيرة داخله، الأمر الذي يؤدي الى رفع السيولة لدى الأهالي والمربين الذين يصدرون مواشيهم إلى هذه الأسواق”.
وأشار محمد إلى أن “أهمية أسواق ماكف تظهر من ناحية توفير فرص عمل كبيرة لجميع المجالات الموجودة في السوق سواء كان يعمل بداخلها مهندسين ومدرسين وجامعيين، فضلا عن التجار والأهالي والمربين للمواشي، وعندما فقدت فرص العمل، أنشأ الاهالي لأنفسهم فرص عمل جديدة، وهناك عدد من حملة الشهادات الجامعية، يعملون بدون خجل، كونهم من أنصار الثورة ومطلوبين لنظام الأسد، فيرفضون الذهاب للبحث عن وظائف في مؤسسات الأسد”.
وأوضح محمد أن أسواق ماكف تنتشر في أرياف دير الزور وأهمها بريف ديرالزور الشرقي حيث توجد عدة أسواق (ماگف ابريهية -ماگف ذيبان -ماگف جمة -ماگف سويدان -ماگف القهاوي في بلدة أبوحمام)، وفي ريف ديرالزور الشمالي (يوجد ماگف في العزبة وماگف في الصور)، وفي ريف ديرالزور الغربي يوجد ماگف في محيميدة وآخر في الكسرة)، ولعل أشهرها هو ماكف الصور وماكف ابريهة”.
لمزيد من التفاصيل استمعوا للرابط: