تسارعت وتيرة الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية فيما يتعلق بملف مخيم الركبان عند الحدود السورية الأردنية، وشهد المخيم عودة أول دفعة لمناطق سيطرة نظام الأسد، بعد ضغوط دولية وحصار خانق لأكثر من 45 يوم.
في فقرة (شنتة سفر) ببرنامج (صباحك وطن) عُرض تسجيل صوتي لـلإعلامي في الإدارة المدنية في مخيم الركبان عمر الحمصي وصف فيه الوضع المأساوي بمخيم الركبان، الذي أكد أنه نتيجة الحصار المستمر خرج خلال اليومين السابقين قرابة 1400 شخص ذهبوا إلى مراكز الإيواء التي هي أساساً مقطوعة من حليب الأطفال، وهذه السياسة التي يمارسها نظام الأسد حسب قوله ليجبر الناس في المخيمات على العودة للمناطق التي يسيطر عليها النظام، بسبب فقدان المواد الأساسية أو توفرها لكن بأسعار غالية جداً.
كما أن مراسلة وطن إف إم من الأردن دينا بطحيش، وافتنا في اتصال هاتفي بمزيد من التفاصيل حول الوضع في مخيم الركبان، وقد أشارت أنه قبل نحو أسبوعين عقد مركز المصالحة الروسي اجتماع مع ممثلين عن الأمم المتحدة ونظام الأسد ووجهاء من مخيم الركبان، داخل نقطة تفتيش “جليغم” المحاذية لمنطقة الـ55، بهدف الضغط على أهالي المخيم لقبولهم بالخروج نحو مناطق النظام.
وأضافت “بطحيش” إلى أنّ الجانب الروسي قدّم وعود تفيد بوضع نظام تسوية للعائدين من المخيم، بعد نقلهم إلى مراكز الإيواء في مناطق “جليب وجليغم” بريف دمشق الشرقي ومركز “حسياء” بريف حمص.
في حين ذكرت “بطحيش” أنّه تمَّ حينها وضع عدة مطالب من قبل الأهالي أهمها تأمين ممر آمن لفصائل المعارضة، وممر مماثل لأبناء المخيم الرافضين العودة إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، بهدف نقلهم للشمال السوري، بعد رفض التحالف الدولي الإشراف على هذا الممر.
بالإضافة إلى فك الحصار عن المخيم بشكل فوري عند خروج أول دفعة، وتسريع الدراسات الأمنية للراغبين بالخروج من المخيم بعدما أعطى نظام الأسد مدة تقريبية تترواح بين شهر إلى 3 أشهر على إنهاء هذا الملف حتى يسمح لهم بالخروج بشكل رسمي.
كما أكدت “بطحيش” أنّ الجانب الروسي لم يُقدم أي ضمانة على مطالب الأهالي، لذلك لم تشهد تلك الفترة إلا خروج بعض العائلات بشكل فردي، وقبل عدّة أيام تم عقد اجتماع آخر بحضور مندوبين عن عشائر المخيم مع ضباط روس ونواب محافظتي دمشق وحمص، وأبلغوا وفد المخيم رفضهم بدخول أي مساعدات غذائية إلى الركبان أو خروج الرافضين منهم إلى الشمال دون الخضوع لتحقيقات داخل الأفرع الأمنية.
وقالت “بطحيش” أنّ الجانب الأمريكي تغيّب عن حضور الاجتماع للمرة الثانية دون تقديم أي اعذار، علمًا أنَّ ملف مقاتلي الفصائل هو الأبرز على طاولة التفاوض، وكان قد أعقب هذا الاجتماع بيومين خروج نحو 300 شخص من أبناء ريف حمص الشرقي ومدينة تدمر، إلى مناطقهم الخاضعة لسيطرة النظام، حسب الاتفاق الذي تمّ في الاجتماع الأخير.
يلي ذلك خروج عدد آخر قُدّر بـ 700 شخص، تمّ نقلهم جميعا إلى مراكز إيواء أحدها مدرسة بمنطقة دير بعلبة، بالإضافة منطقتي الأوراس والقصور في حمص، علمًا أنه تم الاتفاق على نقل الخارجين إلى مدنهم وبلداتهم، على اعتبار أنهم جميعا خضعوا لدراسات أمنية من قبل النظام، لذلك لا حاجة لتوقيفهم، إلّا أنّ النظام وكعادته لم يف بالوعود.
وأكدت “بطحيش” أن جميع العائلات التي خرجت من المخيم خلال الأيام الماضية دفعت رشاوي تقدر بـ500 دولار عن كل عائلة، مقابل تسهيل مرورهم وعدم ايقافهم أو التحقيق معهم.
الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي” أقام ونظيره الروسي “سيرغي لافروف” مؤتمر صحفي بالعاصمة عمّان، لبحث الملف السوري، وأعلن الصفدي عن وجود مباحثات (روسية _ أردنية) بشأن سوريا، كما اتهم لافروف الجانب الأمريكي بعرقلة تفكيك مخيم الركبان.
لتفاصيل أكثر يمكن الاستماع للرابط الآتي: