يعود شهر رمضان المبارك على السوريين في الأردن، بحلوّه ومرّه، وسط محاولات من السوريين خلق طقوس وأجواء رمضانية شبيهة بسوريا، بالتشارك مع الجيران وتبادل أنواع المأكولات والمشروبات، وطبعا لا تغيب عادة “السكبة” التي اعتادها السوريون وهي تبادل أنواع الطعام مع الجوار.
استضافت فقرة “رمضان حول العالم” مراسلة وطن إف إم دينا بطحيش التي وافتنا بأجواء وطقوس السوريين في شهر رمضان هناك: “اعتاد الأردنيون على الطقوس الرمضانية التي أدخلها السوريون منذ موجة اللجوء، حيث تنتشر المشروبات الشهيرة كالتمرهندي والعرق سوس بالإضافة إلى الحلويات مثل القطائف وخبز الناعم إلى جانب الحلويات الدمشقية، حتى باتت العديد من المحال الأردنية تصنّع هذه الأنواع بنفسها.
وأضافت “بطحيش” أنَّ أجواء رمضان لم تعد كالسنوات السابقة، وخصوصًا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، بسبب خروج العديد من السوريين خارج الأردن ولجوء أعداد كبيرة منهم إلى أوروبا، وتحديدًا هذا العام عقب فتح الحدود البرية مع سوريا وعودة نحو 17 ألف سوري إلى الداخل، فلم تعد المجتمعات السورية مأهولة بشكل كبير بالمقارنة مع السنوات الماضية.
في حين أشارت “بطحيش” إلى أن هذا الأمر انعكس سلباً أيضًا على عمل المنظمات الإنسانية السورية العاملة في الأردن، والتي كانت تقيم إفطارات رمضانية تجمع فيها العشرات من العوائل كبادرة لتشكيل تجمعّات سورية شبيهة بما كانت عليه سابقًا، لتقديم إفطارات مجانية، تتخللها طقوس سورية من أناشيد دينية ونشاطات ترفيهية للأطفال.
كما نوّهت “بطحيش” إلى أن الأوضاع الاقتصادية ما زالت في تراجع عند السوريين والأردنيين على حد سواء، بسبب الغلاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتدني الأجور، وانعدام فرص العمل للعديد منهم.
واختتمت “بطحيش” حديثها بالقول أن الأمم المتحدة حذّرت مؤخرًا من استمرار نقص التمويل، وأكّدت أنه إذا ما استمر الحال على الوضع الراهن سيكون لديها صعوبة بتقديم دعم للاجئين السوريين الموجودين في المخيمات والمناطق الحضرية، خصوصًا أنَّ إحصائياتها أشارت إلى أنَّ أكثر من 80% من السوريين في المناطق الحضرية هم تحت خط الفقر، ولا يتجاوز مدخول الشخص الواحد منهم (3) دولار أمريكي.