مضت أشهر طويلة على طرد تنظيم داعش من ريف دير الزور، لكن الأوضاع الصحية فيها لم تنتظم بعد بشكل كامل مما يسبب انتشار أمراض كثيرة ومن هذه المناطق ريف البوكمال التابع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
لفقرة (خدني على بلادي) تحدث مراسل وطن إف إم بدير الزور محمد ناصر عن الوضع الصحي في ريف البوكمال، وأكد أن هناك العديد من الأمراض الجلدية والصدرية منتشرة في قرى البوكمال، التي سيطرت عليها قسد وقوات التحالف بعد معارك مع داعش.
وبحسب “ناصر” يشتكي سكان ريف البوكمال، من انتشار مرض تحسسي بكثافة إضافة إلى الدمامل والبقع في الأجسام، كما ظهرت حالات شبيهة بحب الشباب وهي تنتشر بكامل الجسم، وأكثر ما تنتشر هذه الحالات لدى الأطفال مع وجود حالات أخرى عند بقية الفئات العمرية، وهناك أيضا انتشار لمرض صدري و تنفسي، حيث سجلت عدة حالات التهاب حاد للمجاري التنفسية، وانتشار سعال جاف شبيه بمرض السعال الديكي.
ويقول أطباء في المنطقة لمراسلنا إن سبب هذه الأمراض هو انتشار الجثث تحت الأنقاض، والذي أدى إلى انتشار الحشرات والقوارض بكثرة في المنطقة، ما يساهم بشكل كبير في انتشار الأمراض عبر الجراثيم والفيروسات التي تنتقل الى النباتات في الحقول ومنها إلى الإنسان، وبالتالي أصبحت المنطقة هي بؤرة لمسببات الأمراض سابقة الذكر.
ويشدد الأطباء على الالتزام بالبرنامج العلاجي المقرر للتعافي من تلك الأمراض، ففي بعض الحالات يتسبب الانقطاع عن الكورس العلاجي لمدة يومين فقط بعودة الحالة المرضية إلى بادئ أمرها، وبالتالي فإن المرضى مهددون بالانتكاس مجرد التهاون في الخطة العلاجية، علما بأن هذه الأدوية والمستحضرات مهمتها تثبيت الحالة مبدئيا ريثما يتوصل الاطباء إلى تفصيل شامل حول هذه الأمراض.
وأكد ناصر أن أكثر من 10 حالات مرضية مستعصية لا تزال تتلقى العلاج لدى الأطباء والمستشفيات الخاصة في مدينة هجين، وهناك العديد من الحالات تم تحويلها إلى مناطق سيطرة قوات الأسد في دير الزور ودمشق.
حلول محلية!
وأشار ناصر إلى أن تفاعل المنظمات مع هذه الظواهر لا يزال خجولا، حيث أن غالبية المنظمات الدولية تتذرع بحجة عدم استقرار المنطقة أمنيا، وهذا الأمر دفع أهالي المنطقة إلى تشكيل منظمة محلية بمسمى (أمل الباغوز) وتم ترخيصها لدى مجلس ديرالزور المدني للقيام بأي عمل إنساني في المنطقة وفق مذكرات تفاهم مع منظمات دولية أخرى، في محاولة لتجاوز أكبر عائق يقف أمام دعم المنطقة وإعادة أعمارها أو ترميمها.
وتبحث منظمة أمل الباغوز عن منظمات دولية لإبرام مذكرات تفاهم لبدء العمل في المنطقة، كما تم تشكيل منظمة محلية إنسانية أخرى وهي منظمة “سند الشعفة” ويجري العمل للحصول على إذن عمل داخل مناطق سيطرة قسد.
وختاما قال ناصر إنه لم يعد سوى نحو 40 في المئة من سكان المناطق الممتدة من أواخر هجين الى الحدود السورية العراقية، وأرجع ذلك لأن “غالبية الأهالي ينتظرون تحسين الخدمات في المنطقة للعودة إلى منازلهم”، ولعل أبرز مطالبهم هو دخول منظمات دولية لنزع الالغام من المنطقة وانتشال الجثث المتفسخة من تحت الأنقاض.