أصبحت تشكل عودة الكثير من اللاجئين السوريين الموجودين في بلدان الجوار واللجوء إلى سوريا، أمراً شبه مستحيل قياساً بالظروف الحالية، لكن ما يعكّر استقرارهم هو سياسات الترحيل القسرية التي تتبعها عدة دول، وما يفرض انتقالهم إلى بلدان لجوء جديدة.
مراسل وطن اف ام في لبنان وليد المفتي، أجرى استطلاعاً لآراء بعض السوريين الموجودين في لبنان حول إمكانية عودتهم إلى سوريا، وكانت معظم الآراء غير راغبة بالعودة إلى سوريا نظراً لصعوبة الأوضاع المعيشية، على الرغم من وجود الأهل هناك وحنينهم إلى الذكريات، إلا أن الاستقرار النفسي والمادي والأمني للاجئين في دول اللجوء هو الذي يشجعهم بإلغاء فكرة العودة.
وقال المفتي أن السوريين في لبنان يواجهون صعوبات ويمارس بحقهم الكثير من الضغوطات من قبل الحكومة اللبنانية، كقانون وزارة العمل الخاص بطرد العمال السوريين، وقانون ترحيل السوريين الذين دخلوا الاراضي اللبنانية خلسة.
وتابع المفتي أن هناك تعتيم كبير وسرية تامة من قبل أجهزة الأمن اللبنانية فيما يتعلق بقضية الترحيل والتشديد على دخول المطارات، وعدم إعطاء أي أرقام حول حالات الترحيل بل هناك أرقام وهمية ينشرها الإعلام اللبناني المؤيد لنظام الأسد حول العودة الطوعية، فحسب الإحصائيات تقول أن هناك 1600 -2000 شخص عادوا إلى سوريا بإرادتهم.
وأشار المفتي إلى وجود حالتين حدثت لترحيل سوريين من بيروت إحداها قرب السفارة الكويتية، والثانية في المناطق العشوائية، حيث كانوا من العمال السوريين الذين تم إرسالهم إلى منطقة المصنع السورية الحدودية، والحجة كانت دخولهم خلسة إلى لبنان وعدم وجود أي وثائق رسمية تثبت بياناتهم.
وختاماً أكد المفتي أن هناك عدة محاولات يقوم بها الشباب السوري للخروج من لبنان والتوجه إلى دول مجاورة لا تتطلب فيزا كالعراق والسودان، أو الاعتماد على طرق “لم الشمل” من خلال العائلة أو الأصدقاء، إضافة إلى طرق اللجوء غير الشرعية كالتهريب وهي من الطرق المكلفة جداً، حيث تصل تكلفة الوصول إلى أوروبا مبلغاً يتراوح بين 8000-10000 يورو للشخص الواحد.