كلما ظهرت قصص جديدة عن الواقع السوري ترسم حجم المأساة والمعاناة التي ترسخت معالمها على وجوه النازحين قسراً من بيوتهم وقرية الدرابلة المتربعة في الريف الغربي لسهل الغاب واحدة من هذه القصص .
لفقرة خدني على بلادي أجرى مراسل وطن إف إم “مصطفى أبو عرب” جولة ميدانية في قرية عزمارين بريف إدلب، حيث نزح حاليا أهالي مخيم الدرابلة والذي يعاني من ظروف إنسانية صعبة. ويشتكون من عدم صلاحية المخيم للعيش صيفا ولا شتاء فضلا عن وجود مخاطر تهدد حياة الناس كالحشرات والزواحف.
وتحدث رئيس المجلس المحلي لقرية الدرابلة الجديدة لمراسلنا عن الأوضاع الصعبة التي يعانيها النازحون حاليا والبالغ عددهم نحو 150 عائلة، بعد أنه تم تهجيرهم منذ عام 2012.
وقال رئيس المجلس: “قمنا بجمع مبلغ مالي من كل أهالي القرية وتجمعنا معا حتى لا نفقد بعضنا واشترينا قطعة أرض نصبنا عليها خيمنا حتى نتجاوز مسألة الآجار، لكن القرية تفتقر لأبسط متطلبات الحياة حتى الطرقات قمنا بشقها بأيدينا،
وناشد النازحون في مخيم الدرابلة الكثير من المنظمات الإنسانية لكن لم يأت أحد لمساعدتهم، وفق رئيس المجلس المحلي، الذي أكد أن “سبب عدم وصول المنظمات غير معلوم رغم تواصلنا الدائم معهم وتقديم كتب للمساعدة ومنها مؤسسة غوول والتي وعدتنا بالمساعدة ولم نرَ لهم أثرا” .
رئيس المجلس أشار إلى أنه لا يوجد أي مصدر رزق أبدا للنازحين سوى خروج بعض الشباب للتحطيب وبيع ما جمعوه علهم يشترون خبزاً لإطعام أطفالهم، ونوه المسؤول المحلي إلى أن العيد لم يمر على القرية منذ قرابة الثماني سنوات ولم يسمع به الأطفال أو يشاهدوه.
أحد المدنيين النازحين بالمخيم تحدث لمراسلنا عن دورة نزوحه الطويلة التي وصلت نهايتها الآن لمخيم الدرابلة و الاوضاع الصعبة التي يعيشونها، وقال: “كنت مزارعا ونزحت، وبعت كل مالدي حتى نتمكن من العيش لكن استنفدنا كل مالدينا ونعيش الآن على ما يعطينا إياه أهل الخير أو بقص الحطب فأحصّل مايقارب 500 إلى 1000 ليرة حتى أشتري خبز لأبنائي الثمانية”.