وضع صحي سيئ يحيط بأهالي ريف محافظة ديرالزور الذين لا يجدون حلّا لقلة المستوصفات وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية في المشافي الخاصة .
لفقرة (شو في بالبلد) تحدث مراسل وطن اف ام محمد ناصر عن ريف ديرالزور الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، هذا القسمُ يضم عدة مدن أهمها هي البصيرة وهجين كما يضم عدة نواحٍ وبلدات كالكسرة ومحميدة والصور والصبحة والجديد والشحيل وأبو حمام والكشكية وغرانيج والبحرة والسوسة والباغوز والشعفة.
تبلغ المساحة الخاضعة لسيطرة قسد بديرالزور بحدود 17 ألف كم مربع، فيما تشهد كثافة سكانية نتيجة نزوح قسم كبير من أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الأسد، وبالتالي يقدر عدد السكان بنصف مليون نسمة ، وفي ظل هذه الكثافة السكانية هناك إهمال من الجانب الطبي من قبل قوات سوريا الديمقراطية ومن قبل منظمات المجتمع المدني.
و قال ناصر إنه في ظل الحاجة للخدمات الطبية في أرياف ديرالزور انتشرت مشافي خاصة وتجمعات طبية لتلبية حاجة الأهالي، في ريفي ديرالزور الشرقي والغربي لا توجد سوى مشفيين يتم دعمها من قبل منظمات المجتمع المدني، وهي مشفى البصيرة العام و مشفى الكسرة في حين يوجد مشفى واحد يتم دعمها عن طريق مجلس ديرالزور المدني وهو مشفى جديد بكارة.
وبالنسبة للمشافي الخاصة فهي، مشفى السلام في قرية محيميدة بريف دير الزور الغربي، ومشفى الفيحاء في قرية إبريهة، ومشفيي الرحمة والحياة في البصيرة، ومشفيي الجزيرة والشحيل التخصصي في بلدة الشحيل، ومشفيي الرازي والكندي في بلدة الطيانة، ومشفى ذيبان التخصصي، ومشفى غرانيج الجراحي، ومشفيي النور والكيصوم في هجين، جميع هذه المشافي هي عبارة عن منازل سكنية تم تزويدها بغرفة عمليات وجناح إسعاف وصيدلية وبالتالي فهي لاتقدم الخدمة المطلوبة للمرضى ولكنها أفضل من لا شيء، إلا أن مشفى الكندي في بلدة الطيانه هي المشفى الوحيدة المخدمة بشكل جيد ولكنها تعاني من نقص الأطباء.
أحد الأطباء الجرّاحين تحدث لوطن أن غالبية هذه المستشفيات غير مؤهلة أصلا لرعاية المرضى نتيجة قلة التعقيم وكثرة الضوضاء داخل البناء أو خارجه، وأضاف الطبيب قائلا إن “انتشار المشافي بشكل عشوائي يهدد حياة المرضى بسبب بعد المسافة أحيانا عن مكان الاصابة حيث لاتوجد مشافي في المناطق التي سيطرت عليها قسد مؤخرا في ريف البوكمال قرب الحدود السورية العراقية”.
وئوّه الطبيب إلى أنه “يتوجب على منظمات المجتمع المدني دعم مشفيين على أقل تقدير إحداهما في ريف البوكمال بالقرب من الباغوز والأخرى في ناحية الصور شمال دير الزور”.
و أكد ناصر أن اللجنة الطبية في مجلس ديرالزور والتي تدعم مشفى واحدة في ريف ديرالزور الشرقي ، تعطي الموظفين رواتب متدنية جدا مقارنة مع الرواتب التي يتقاضاها موظفو المنظمات، حيث يستلم الطبيب مرتب قدره 75 ألف ليرة أي ما يعادل 120 دولار ، في حين تقدم رواتب للممرضين تقدر بـ60 الف ليرة وهي اقل من 100 دولار ، لكن النقطة الايجابية في لجنة الصحة هي توزع نطاق الدعم للمستوصفات، حيث تدعم مستوصفات طبية في عدة مناطق بأرياف ديرالزور سواء كان الشرقي أو الشمالي أو الغربي.
في حديث لأحد فنيي الصيدلة الموظفين في المستوصفات الطبية كشف لوطن إف إم عن سوء جودة الأدوية المقدمة من قبل لجنة الصحة، وقال إن المجلس يعتمد على الأدوية الهندية والصينية ذات الجودة الرديئة فضلا عن توزيع ادوية ذات صلاحية قريبة الانتهاء، وأضاف بأنه يتوجب على هذه اللجنة تزويد المستوصفات بأدوية ذات نوعية جيدة وخاضعة للرقابة والتفتيش في التصنيع.
وأشار بالقول: “يتم تزويدنا بفيال روسيف و هو مصنّع في مناطق حلب المحررة او يكون مستورد من مناطق غير خاضعة لرقابة دوائية”. أيضا بالنسبة لادوية الإلتهابات، يتوفر في الاسواق ادوية سورية من شركات ذات ثقل طبي مثلا الأوغمنتين من شركة معتوق.
وأكمل بالقول: “الآن في صيدلية هذا المستوصف لا يوجد أدوية سورية جميعها مستوردة وذات فعالية محدودة، طبعا الادوية الاجنبية هي ذات فعالية واضحة لكن الاصناف التي يتم استيرادها تكون من شركات اجنبية ذات سمعة سيئة طبيا”.
و أشار مراسلنا إلى أن المنطقة حتى الآن تعتبر غير مستقرة ،الاطباء الذين غادورا المنطقة بعد سيطرة داعش لم يعد منهم سوى عدد قليل والسب هو غياب الرؤية السياسية لدى هؤلاء الأطباء عن مستقبل المنطقة ، والاطباء المتوفرين محدودين وهم ذات اختصاصات طبية معينة، فمثلا في كافة الريف الشرقي لايوجد سوى طبيب واحد مختص بأمراض العين ومع ذلك فهو لايجري عمليات جراحية، الوضع ذاته بالنسبة لجراحة الاوعية. وهناك الكثير من الاختصاصات الطبية المطلوبة في المنطقة لايوجد لها أطباء ، الأمر ذاته بالنسبة لمراكز التصوير الشعاعي فلايوجد في ديرالزور سوى مركز واحد في بلدة الشحيل ، فغالبية المرضى كان يتم تحويلهم الى مشافي الحسكة والقامشلي ومشافي دمشق لتلقى العناية الطبية اللازمة.
بتوصيف لما يحدث، قال ناصر إن ما يحصل الآن في ريف دير الزور بالنسبة للأطباء وأصحاب رؤوس الأموال هي حرب باردة تسعى لتهجير العقول ورؤوس الأموال من المنطقة، فهناك العديد من الأطباء وصلتهم تهديدات باسم داعش وطلبوا منهم دفع مبالغ مالية كبيرة قالوا إن هذا المبلغ هو زكاة الأموال، لكن المبالغ المالية التي طلبها المجهولون هي أضعاف الزكاة المفروضة شرعا من الاموال، هذا السبب دفع العديد من الأطباء الى مغادرة المنطقة فمنهم من غادر الى مناطق سيطرة قوات الأسد والآخر الى مناطق سيطرة الجيش الحر.
ختاما قال ناصر إن غياب الدعم المنظماتي للمشافي واختصار قسد على دعم المستوصفات الطبية، بالاضافة الى الغياب التام في الرقابة الطبية من قبل قسد أدى الى فسح الفرصة للأطباء ومدراء التجمعات الطبية الى رفع الكلفة المالية للعمليات الجراحية أو التصوير الشعاعي فضلا عن ارتفاع أسعار الأدوية في الصيدليات.