تقبع منطقة الشعيطات في الريف الشرقي لدير الزور وتضم ثلاث قرى هي أبوحمام، الكشكية و غرانيج، تعاني من نقص شديد للمياه خاصة أنها تضررت كثيرا في فترة سيطرة تنظيم داعش عليها.
لفقرة (شو في بالبلد) تحدث مراسل وطن اف ام في دير الزور محمد ناصر عن محطات المياه في قرى الشعيطات، وذكر أنه توجد 7 محطات لتصفية مياه الشرب، تم تجهيز محطتين من قبل منظمة فراتنا للتنمية في حين يسعى المجلس المدني في المنطقة لترميم محطة ثالثة، رغم أن المحطة عند عملها بطاقتها الكاملة سابقا كان الأهالي يعانون من قلة المياه، علما بأن المحطات دائمة الانقطاع بسبب فقدان مادة الديزل او نفاد الكمية المخصصة للمحطات من قبل البلدية.
وأضاف ناصر الأهالي الذين يسكنون مواقع قريبة من محطات التصفية يستفيدون من ضخ المياه، بينما الأهالي في المواقع البعيدة لم تصل اليهم المياه عبر الشبكات منذ عدة سنوات.
وأكد ناصر أن فقدان المياه دفع الأهالي إلى حلول بديلة لتأمين هذا المطلب الضروري في الحياة اليومية، لكن ربما لا يستطيع الجميع تأمين المياه الصحية للشرب أو للمتطلبات الثانوية ما يضطرهم للقبول بأي مياه قد تتوفر لديهم وهذا ما تسبب بانتشار العديد من الأمراض الهضمية والجلدية والبوليّة.
ولفت المراسل إلى أن اعتماد قسم من الأهالي على المياه الجارية في القنوات او ما يسمى محليا بالسواقي وهي لا تحمل اي صفة من صفات المياه القابلة للاستعمال المنزلي، تسبب في انتشار الرمل الحصى في الكلى والمسالك والبولية لدى الأطفال خاصة ولدى كبار السن بشكل عام وهناك انتشار لبعض الامراض الجلدية بسبب انتقال العدوى عبر المياه كما إن هناك شريحة من المجتمع تعتمد بشكل مباشر على مياه الآبار لسد حاجاتهم اليومية من المياه وهو ما يجعلهم أكثر خطورة أحيانا بسبب ارتفاع نسبة الشوائب والأملاح في المياه.
وأشار ناصر إلى أنه ومنطلق “الحاجة أم الاختراع” ظهرت العديد من المشاريع التجارية التي تعمل على تصفية المياه وتعقيمها بأدق الطرق، حيث يلاحظ انتشار معامل تصفية وتحلية المياه بالاشعة فوق البنفسجية فضلاً عن التعقيم بالطرق البدائية لدى البعض الآخر ويتم بيع المياه الصحية من قبل أصحاب المعامل عبر سيارات تتجول في المنطقة ويصل سعر البرميل الواحد لـ 600 ليرة سورية، لكن أيضا هذه المعامل تتعرض لضغط شديد نتيجة لطلب المياه من قبل الاهالي وبالتالي فهي لاتلبي حاجة 80٪ من النسبة المئوية لسكان المنطقة.
وختاما قال ناصر إن هناك قسماً من الأهالي يعتمد على تعبئة مياه من المناهل قرب شاطئ الفرات، حيث تصل تكلفة سعر البرميل الواحد إلى 200 ليرة، ثم يقوم بمعالجتها في المنزل عن طريق إضافة مادة الشبّة الى خزانات المياه حيث تساعد هذه المادة على ترسيب الشوائب بنسبة كبيرة وبسرعة مقبولة، في حين تضاف مادة الكلور وحبوب التعقيم الى الخزانات للتخلص من نسبة كبيرة من الجراثيم و البكتيريا داخل المياه، لكن هنا أيضا تقع أخطاء نتيجة لقلة الخبرة حيث أن زيادة نسبة الشبه تؤدي إلى ارتفاع الحموضة في المياه، وتحويل الوسط من قلوي الى حمضي وهذا سبب رئيسي في انتشار القرحة المعدية والأمراض الهضمية، في حين أن زيادة نسبة الكلور في المياه تسبب العديد من المشاكل بينها تقصف الشعر.