تعدُ الملابس المستعملة “البالة” الملاذ الآمن للكثير من أهالي مدينة منبج من نازحين ومواطنين وغيرهم، فأغلب سكان منبج من الطبقة الفقيرة والمتوسطة ومن أصحاب الرواتب من موظفين ومدرسين في مؤسسات “قسد”.
يلجأ الأهالي إلى الملابس الشتوية البالة بسبب انخفاض أسعارها وجودتها، فبسعر القطعة الجديدة يمكن أخذ عدة قطع من “البالة”، بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي للبلد جعل كل الناس تتجه إلى الألبسة المستعملة.
ويقول مراسل وطن اف ام في منبج شاهين محمد إن نسبة الإقبال على البالة كبيرة جدا، ويمكن القول إن نسبة 60 بالمئة من العوائل تتجه لشراء الملابس الشتوية القديمة لجودتها ورُخص ثمنها مقارنة مع البضائع الجديدة التي يتم استيرادها من حلب واعزاز.
وتنتشر محلات البالة مع بداية فصل الشتاء في أماكن عديدة بمنبج، في قلب المدينة والحارات الشعبية وفي البازارات والأسواق المتنقلة، وتنتشر بكثرة في حي السرب بالإضافة إلى شارع الحديقة العامة وعلى طريق الجزيرة وعلى طريق حلب.
ولم تفرض “قسد” أية تراخيص على محلات الباليه وإنما اقتصرت على الضرائب العادية على كافة المحلات من نظافة وكهرباء وغير ذلك وفق المراسل.
الإقبال على البضائع يكون فقط في الشتاء كون البضائع التي تأتي من أوروبا هي شتوية ويضطر المواطن من ذوي الدخل المحدود والمتوسط إلى شراء الألبسة الباليه، إذ لا يستطيع أي شخص شراء جاكيت جديد بـ 25 ألف ليرة بينما يستطيع شراء جاكيت شتوي من الباليه بسعر 3 آلاف ليرة سورية، أيضاً قطعة الألبسة الولادية الجديدة والتي تباع بألفين ليرة سورية يمكن تأمين قطعة مشابه من البالية بسعر 500 ليرة وأرخص من ذلك.
أثرت ألبسة الباليه على حركة البيع والشراء في سوق الألبسة الجديدة نتيجة ارتفاع أسعار الألبسة الجديدة والذي يعود سببه لظروف التي يعيشها الشمال السوري بشكل عام من حصار وحروب وإغلاق للمعابر وانعكاس ذلك على الأسعار في كافة المجالات، لكن وفي المقابل هناك عائلات تتجه لشراء الألبسة الجديدة ولا تهتم بألبسة البالة.
معظم هذه البضائع من مصادر أوربية ومصادر خليجية وتكون مقسمة إلى ثلاث أقسام، النخب الأول حيث تكون فيها البضائع ذات جودة عالية وماركات عالمية وأسعار مرتفعة مقارنة بغيرها، والنخب الثاني تنخفض جودته وتعتبر فيه البضائع شبه معروفة وأسعارها مناسبة للناس وهي الأكثر انتشاراً بين الناس، أما النخب الثالث فجودته مقبولة ولا تندرج ضمن أية ماركة وهي منخفضة السعر.
وعن طرق استيراد هذه البضائع يوضح مراسلنا أنها تدخل إلى منبج من منافذ عديدة، منها من يأتي عن طريق تركيا من منطقة بورصة على معبر باب السلام من اعزاز وحتى مدينة منبج عبر معابرها مع درع الفرات، وبعد وصولها إلى منبج يتم بيعها للمحلات، ويكون بيعها بأكياس كبيرة تباع حسب الجودة والمصدر، أيضاً تأتي البالة من إقليم “كردستان” العراق من “معبر سيمالكه” الحدودي باتجاه منبج، من المالكية إلى القامشلي.
وهناك مكان للعرض والتصرف لكل نوع من أنواع البضاعة، فالنخب الأول يغسل ويكوى ويعرض بمكان مخصص للبيع، أما الألبسة الولادية والنخب الثاني والثالث فتعرض بكميات كبيرة فوق بعضها ويتوجب على الأهالي البحث عمّا يناسبه ضمن أكوام منتشرة.