دائما ما كان الشباب العربي ينظر إلى الثورات العربية نظرة الأمل في أن يحقق في ثورته أيضاً نجاحاً يوازي حجم الخسائر التي تكبدها طوال سنوات، فعلى الرغم من اختلاف بنية الثورات العربية على الثورة السورية بالإضافة إلى اختلاف الأنظمة الحاكمة التي كان بعضها أقل ديكتاتورية ووحشية بحق الشعب، فإن النتائج التي وصلت إليها تلك الثورات -على الرغم خسائرها- تعد أفضل حالاً من الدمار الذي وصلت إليه سوريا..
ضمن (شباب سوريا) لهذه الحلقة تحدثنا عن رأي الشباب في الثورات العربية ومدى انعكاس تلك الثورات وأفكارها على الشباب السوري، كما تحدثنا عن دور التدخلات الخارجية في إيصال الثورة إلى وضعها الحالي وعدم مصداقية كل من ادّعى الوقوف مع الشعب السوري في محنته، ولن ننسى أيضاً أن لقيادات الثورة كان لبعضهم سلبيات لا تغتفر، إذ أن ضعف الخبرة العسكرية والسياسية مقارنة بما يتمتع به نظام الأسد أدى إلى تشتت الثورة سياسياً وعسكرياً دون أن تتشت رؤية الأهالي وطموحاته في ثورة أخلاقية رصينة تعيد الحق إلى أًصحابه وتتوازى فيها الحريات والحقوق والواجبات دون تمييز.
ولا ننكر أن الفشل المستمر أنهك كاهل الشباب السوري، مما جعل البعض يشك أو حتى يغير موقفه تجاه الثورة ليصبح رمادياً دون موقف، إذ لا يمكنه تأييد طاغية ي طغيانه أو فاشلٍ لا ينفك على الوقوع في أخطاء أدت لنتائج كارثية، إلى جانب ذلك ازداد البعض الآخر عزيمة وقوة في جعل الثورة مثالاً للثورات في الربيع العربي رغم كل التضحيات لأن الحرية لن تأتي من فراغ، وهؤلاء من كان على عاتقهم الحمل الأكبر.
جوانب أخرى كثيرة ناقشناها في حلقتنا لهذا اليوم من “شباب سوريا” الذي يأتيكم كل أربعاء في الثالثة مساءً بتوقيت دمشق.
إعداد وتقديم: أغيد شيخو ، حلا إبراهيم ، سمية طه
إخراج: مؤيد عبدالله