في ظل الحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة أصبح من الضروري التركيز على التوعية بضرورة المحافظة على البيئة واتخاذ خطوات جديدة في سبيل المحافظة على الغطاء النباتي والتقليل من التلوث الناجم عن النفايات والمواد البلاستيكية وحتى مصافي النفط والدخان الصادر عنها وتأثيره على الصحة العامة.
الشاب محمد نجم الدين وهو متطوع في مجال البيئة أشار باتصاله إلى أن الحملات العديدة التي تم القيام بها في المناطق المحررة وخاصة بعد عمليات القصف التي تعرضت لها المناطق، إذ بدأت الكثير من الحملات لترحيل الأنقاض والركام والتي قامت بها المجالس المحلية في جميع المناطق وكانت بإشراف وبأيدي الشباب، إلى جانب الحملات الكثيرة من قبل الشباب لإخماد الحرائق وحملات تنظيف الأحياء التي استمر بعضها لمدة 24 ساعة وقد كان الهدف منها تنظيف الحي بأكمله سواء الأحياء الموجودة في قلب مدينة حلب أو خارجها.
أيضاً أشار “محمد” إلى أهمية حملات التشجير التي قام بها الشباب في مناطق صلاح الدين وبستان القصر بحلب والمشاريع الخاصة بصيانة الطرق والتي قامت بها المجالس المحلية كافة عام 2016.
أما المُتصل للبرنامج “مصطفى” المقيم في “إدلب” ذكر المضار الناتجة عن حرّاقات النفط الموجودة في ريف إدلب والتي ينتج عنها الدخان الذي يمكن ملاحظته بشكل واضح خلال ساعات الصباح الأولى والمضار التي سببها هذا الدخان وتأثيره على الصحة العامة وخاصة ممن يعاني من مشاكل في التنفس والمتقدمين في السن، إلى جانب التأثير الذي لا يستهان به للفضلات السائلة العائدة لهذه المصافي وتأثيره على المحاصيل الزراعية والإنتاج الزراعة في المنطقة.
أيضاً ذكر “مصطفى” مشكلة قطع الأشجار والغابات خلال فصل الشتاء واستخدام الأهالي للحطب في التدفئة بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة وعدم قدرة الكثيرين على شراء المحروقات اللازمة للتدفئة، كل هذا في ظل غياب حملات التوعية والاهتمام بالبيئة ومدى الخطر الذي قد تحمله هذه الأمور على الغطاء النباتي وصحة الإنسان على العموم.
المتصل الأخير الشاب عبدالله الظاهر من ديرالزور والمقيم في سويسرا ذكر الاهتمام الكبير من قبل الدولة بالجانب البيئي وضرورة المحافظة عليها حتى في أدق التفاصيل، فالقوانين التي تفرضها الدولة تبدو للوهلة الأولى صارمة جداً فيما يتعلق بالمحافظة على البيئة والتي قد تبدو بعضها مفاجأة بالنسبة للمقيمين خارج سويسرا وخاصة لمناطق الشرق الأوسط التي تغيب فيها التوعية اللازمة والخطوات الفعلية التي يجب أن تتخذها الدولة تجاه هذا الأمر.
ونوّه “عبدالله” إلى العديد من الحالات التي ظهرت في سويسرا وطالبت بالمحافظة على الغطاء النباتي والثروة الطبيعية على الرغم من صغر عمر الكثيرين منهم، وهذه التوعية تسهم العائلة والمدرسة بدور كبير فيه إلى درجة يستطيع فيها المواطن في سويسرا تقبل القوانين الصارمة المتعلقة بالمحافظة على البيئة، لذلك تأتي القوانين بحسب المعتقد الذي يؤمن به المواطن أساساً ولا يكون غريباً أو منفراً أمر تنفيذ القوانين.