تمرّ الفتيات في مرحلة المراهقة بمجموعة من التغييرات الفيزيولوجية والنفسية والمزاجية التي تؤثر على طريقة تفكيرها وتعاملها مع المجتمع المحيط وأسلوب تعاطيها مع المواقف والأحداث.
باحثة الدكتوراة في علم النفس العيادي “دجانة بارودي” أشارت في برنامج (شباب سوريا) إلى أن علم النفس يعتبر المرحلة العمرية من عمر الـ 12 سنة إلى 18 سنة هي مرحلة أزمة نفسية تمرّ بها الفتاة إجمالة، هذه الأزمة التي يسميها علم النفس “أزمة إثبات الهوية”، حيث تسعى الفتاة خلال هذه المرحلة إلى إثبات هويتها والتعرف على نفسها أكثر، وإجمالاً قد تكون ردة فعل العائلة سلبياً تجاه هذه التغييرات النفسية والفكرية وحتى تغير المشاعر لدى الفتاة، وأحياناً قد تكون العائلة متفهمة لحساسية هذه المرحلة وضرورة التعامل معها بحذر حتى تتكون شخصية الفتاة.
أما الدكتور “عامر غضبان” أخصائي علم النفس التربوي أشار إلى أن الدور الحاسم الذي تلعبه العائلة في خلق ردة فعل تتسم بالعنف من قبل الفتاة أو المساهمة بتكوين شخصيتها بنحو مرن، لذلك لا بدّ للعائلة من السماح للفتاة بالتعبير عن مشاعرها وأفكارها والحوار معها حول أي موضوع تريده باعتبارها فرداً من العائلة، فكما للفتاة شخصية متميزة أيضاً لا يمكن تجاهل أن للعائلة شخصية متميزة من حيث أسلوب الحياة داخل الأسرة، ويفترض أن تكون الأسرة مكاناً للحوار والتفاهم والتفاعل الإيجابي، وكل هذا يؤثر على طريقة تعبير الفتاة عن نفسها وبالتالي تقبل الأسرة لهذه الشخصية ومساعدتها على النمو الإيجابي.
وأشار الدكتور “غضبان” إلى أنّ الأسر التي تفقد أسلوب الحوار أن يكون الحوار فيها قليلاً إلى حد ما، يكون فيها العنف والقمع بديلاً عن الحوار والنقاش، حينها يظهر ذلك في تصرفات الفتاة وردات فعلها وطريقة تعاطيها مع المواقف.
أمّا عن الأمور التي تدفع العائلة للجوء إلى العنف في التعامل مع الفتاة فذكرت الأستاذة “دجانة” أنّ أبرز هذه الدوافع تتمثل في قلة الوعي وبعض التأثيرات الثقافية والإجتماعية، إلى جانب القواعد التي تفرضها بعض العائلات والتي قد لا تتناسب مع جميع الأفراد، إلى جانب مقارنة الفتاة مع غيرها من الفتيات من نفس العمر، لكن على النقيض من هذا يجب النظر إلى كل فتاة على أنها شخصية مستقلة عن باقي الفتيات، إذ لها ظروفها الخاصة وكينونتها المستقلة التي حكماً لن تتشابه مع أية فتاة أخرى.
المتصلة “نادين” من ألمانيا أكدت على تأثير العوامل النفسية والتربوية والثقافة والاجتماعية على طريقة التعامل مع الفتاة، إضافة إلى عرضها لتجربتها الشخصية والشدة التي تعرضت لها من قبل عائلتها، وإنما حوّلتها هذه الشدة إلى باحث أكثر في أساليب التعامل مع الأطفال عبر الإنترنت والمواقع التي تعنى بهذا الأمر لتستطيع بذلك إيجاد أسلوب خاص بها في التعامل مع أطفالها.
للتعرف على حالة “نادين” وتعليق ضيوفنا على الموضوع بالإمكان متابعة الحلقة الكاملة من “شباب سوريا” عبر الرابط التالي: