علق الكثير من الشباب في المناطق المحررة شمال سوريا لأسباب كثيرة، لكنهم ومع عدم تكيفهم أو تقبلهم لواقعهم، لا يستطيعون العودة للإقامة في مناطق النظام لأسباب أمنية أو لأنه تم احتسابهم على المعارضة لانخراط بعض أقاربهم في الثورة أو لإقامتهم لفترة طويلة في تلك المناطق.
الناشط الإعلامي نذير جعفر أشار إلى أن الناس في الشمال السوري يشعرون بأنهم مخيرون وليسوا مسيرين على الرغم من إقامة بعضهم في المخيمات، فالكثير منهم لا يستطيع العيش ضمن مناطق يسيطر عليها النظام ولا يستطيع تقبل تلك العقلية بعد كل ما حدث في سوريا.
وأشار “الجعفر” إلى أن الكثير من الأشخاص التحقوا بصفوف الجيش الوطني وغيره دون أن تكون لديهم الدراية الكافية للثورة، وهذا بدوره يشكل عائقاً أمام الناس، وخاصة عندما تكون تعاملاتهم غير لائقة مع الناس وبذلك يكون لهم تأثير سلبي على الثورة بشكل عام، حتى وإن كانت نسبتهم متفاوتة بين منطقة وأخرى، أما فيما يخص الشباب العالقين في مناطق المعارضة والذين لا يملكون فكراً معارضاً أو لم ينخرطوا في المعارضة لا من قريب ولا من بعيد، فأيضاً يختلف تواجدهم بحسب المناطق التي هم فيه، ففي منطقة درع الفرات مثلاً قد تأخذ نسبتهم نحو 30 في المئة من المقيمين في المنطقة، وهي نسبة حقيقية أتت بحكم معرفتنا بالأرض، لكن لا يتعلق السبب بالمجل بالمعارضة وما قد يصدر عن بعض العاملين في المعارضة، فهنالك الكثير من الأمور تؤثر على رأي الموجودين هناك ولعل الموضوع الاقتصادي هو أبرز هذه الأمور، إلى جانب سفر الكثير من العوائل إلى أوروبا أو تركيا ومقارنة من بقيموا في الداخل وضعهم الحالي بوضع الذين اختاروا لأنفسهم حياة جديدة في الخارج، وكل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى شعور السوري بالغربة وهو داخل أرضه.
وبحسب “الجعفر” فإنه لا توجد حلول لهذه المرحلة بالشكل الكامل بسبب خذلان المجتمع الدولي، وحتى الحلول الجزئية لا تفي بالغرض بالشكل المناسب، حيث يعتبرها أكثر الشباب عبارة عن حقن مسكنة لا أكثر، يذهب مفعولها سريعاً، وهنالك الكثير منهم ينتظر حلا شاملا يضمن لهم حياة هادئة بعيداً عن الاعتقال والخلاص، فنحن نرى السوريين بشكل عام بأن هناك تآمر عليه بشكل عام، سواء أكان الأشخاص الذين لم يتدخلوا بين الأطراف المتحاربة أو غيرهم، وهذا ينطبق على السوريين بمختلف شرائحهم.
أما “نافع” من جرابلس تحدّث عن مدى قبول الشباب السوري داخل مناطق المعارضة بواقعهم على الرغم من عدم انخراطهم بالثورة وكونهم ضد النظام في الوقت نفسه، أشار إلى أن الإنسان بطبيعته لا يخرج من منزله ويفضل العيش في مكان آخر بعيدا عن بيته إلا إذا كانت هنالك أسباب وظروف قاهرة أجبرته على هذه الهجرة وترك منزله الأصلي والبحث فن منزل آخر، وتبديل بيته بخيمة صغيرة يعاني فيها صعوبات البرد في الشتاء والحر في الصيف مع أطفاله الصغار، شبابنا اليوم يعاني ما يعانيه في مخيمات النزوح في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، لكن لا بديل أمامه، فإما الحياة في خيمة صغيرة يعاني فيها مع أطفاله الصغار من البرد والحر، وإما العودة إلى مناطق النظام حيث المصير المجهول، فالشباب لا يعرف ما ينتظره عند النظام بسبب الفلتان الأمني والإجراءات اللا إنسانية.
الكثير من الجوانب الأخرى طرحناها في حلقة اليوم من “شباب سوريا” والتي تناولنا فيها وضع الشباب المحايد في مناطق المعارضة، تتابعون الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.facebook.com/fm.watan/videos/601405427293384/