فرضت ظروف الحرب في سوريا الكثير من التحديات أمام الشباب السوري على كافة الأصعدة، إلاّ أن العديد منهم استطاع إثبات مقدرته على التفوق والنجاح رغم اللجوء والنزوح أو حتى تحديات الحصار بما فيها من جوع ومرض وفقدان للأمن والأمان.
الصحفي الشاب “محمد نجم” من الغوطة الشرقية قرر في مرحلة ما نشر مجموعة من المقاطع المصورة لإيصال وضع الأطفال في الغوطة الشرقية للعالم، واستطاع بالفعل بعد مدة وجيزة لفت نظر العالم الغربي إلى معاناة الأطفال والمدنيين من خلال المقاطع التي رأى أن التحدث فيها باللغة الإنجليزية أنسب في الوصول إلى الغرب.
وجدت تلك المقاطع تفاعلاً كبيراً وخاصة فيما يخص الأطفال، واستطاع حصد جمهور واسع ليدخل ضمن منافسة مع عدد كبير من أطفال العالم ويكون ضمن أكثر 12 يافعاً مؤثراً على مستوى العالم بحسب تصنيف مجلة “إينسايدر” الأمريكية لعام 2020.
ويشير “نجم” البالغ من العمر 17 عاماً إلى أهمية الأمانة في نقل الحقائق وتوثيق الوقائع وكل ما يخص القصف الذي تعرضت له المدن السورية من قبل نظام الأسد وحلفائه، وهذا ما جعل لرسالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي أهمية أكبر لدى المجتمع الغربي.
في معرض حديثه عبر “شباب سوريا” لفت الصحفي اليافع إلى المحاولات العديدة لتشويه السمعة وتزييف الحقائق التي قد يعتمدها نظام الأسد أو حلفاؤه للتستر على جرائمهم وإبعاد الصحفيين وكل من يعمل في مجال حقوق الإنسان عن الساحة وعن عملهم الإنساني في خدمة المدنيين من نساء وأطفال بشكل خاص لتخفيف تأثيرهم على الرأي والمجتمع الدولي.
وركّز الصحفي الصغير على ضرورة حمل معظم السوريين لقضيتهم معهم حتى وإن خرجوا من بلدهم، سواء كان خروجهم اختيارياً أم إجبارياً، فالقضية السورية وتمثلها بالثورة السورية – وفق ما يرى نجم – لا يمكن لسوري أن يتخلى عنها حتى وإن اختلف مجال عمله.
من جانب آخر يواصل الشاب “عبدالرزاق السويحة” السعي لتحقيق حلمه في المسرح والمجال الفني دو كلل أو ملل، فرغم الصعوبات الكثيرة التي اعترضت طريقه خلال رحلته إلى فرنسا إلاّ أنها في الوقت نفسه كانت خطوات البداية في مشواره الفني، حيث بدأ فعلياً الانخراط في المجال الفني أثناء إقامته في اليونان مع مجموعة من الفنانين الأمريكيين الذي أشادوا بموهبته، وهذا ما دفعه إلى محاولة تطوير قدراته بشكل دائم، ولعل هذا ما ساعده في الانخراط ضمن المجال المسرحي أثناء وصوله إلى فرنسا على الرغم من عائق اللغة الذي لا يمكن الاستهانة به، حيث تحوي فرنسا عدداً كبيراً من الفنانين الأجانب الذين يتقنون اللغة الفرنسية كأبناء البلد، إلى جانب وجود الفنانين الفرنسيين، وهذا ما يشكل تحدياً كبيراً لدى الوافدين في الدخول إلى المجال نفسه.
وأشار “السويحة” إلى أن الكثير من الشباب السوري الذين لجؤوا إلى فرنسا باتوا الآن في مراحل دراسية جيدة ويحاولون قدر الإمكان إثبات جدارتهم رغم كل الصعوبات.
تفاصيل كثيرة عن اليافعين والصعوبات التي تواجههم في الداخل السوري والخارج خلال مسيرة نجاحهم تتابعونها مع ضيوفنا في هذه الحلقة من “شباب سوريا” عبر الرابط التالي: