انتهاكات بحق السوريين ودور المنظمات في توثيقها
تسعى عدد من الجمعيات والمنظمات السورية في الداخل والخارج إلى تجميع الشتات السوري بمختلف الوسائل، فمنها من اتبع نمط المساعدات ومحاولة تأمينها للمحتاجين أينما كانوا، والبعض الآخر سلك منهج رصد وتوثيق الانتهاكات الحاصلة في سوريا بغية تثبيت حقوق الضحايا وتقديم الفاعلين للمحاكمة حتى لو بعد حين.
“رنيم أحمد” مسؤولة التواصل في “حملة من أجل سوريا” قالت إن المنظمة عبارة عن مجموعة من الناشطات والناشطين العاملين في مجال حقوق الإنسان، لديهم أيضا خبرة في مجال المناصرة والحملات والإعلام، ويسعى الكادر إلى حشد العالم لمناصرة السوريين في نضالهم من أجل سوريا حرة وديمقراطية.
“أحمد” أشارت إلى عمل المنظمة من جانب آخر على عودة السوريين وخاصة من دول الجوار، لذلك تعمل المنظمة على توثيق الانتهاكات التي ترتكب بحق السوريين، وذلك من خلال بعض الشركاء الموجودين في تلك الدول التي تحدث فيها الانتهاكات وخاصة في تركيا ولبنان، إذ حدثت هنالك حالات عودة قسرية.
وفي هذا الصدد تقول: “يجد السوري نفسه مجبراً على العودة إلى سوريا حتى وإن لم يجبره أحد على ذلك بحكم الضغوطات التي يتعرض لها أو بسبب الظروف المعيشية الصعبة أو بسبب العنصرية أو خطاب الكراهية الموجهة ضد اللاجئين السوريين”.
وتعمل الحملة مع منظمات حقوقية نشطة في الداخل السوري توثق الانتهاكات الحاصلة داخل البلد، وتسعى لتأكيد أن عودة السوريين إلى البلاد تعتريها مخاطر حقيقية كالاعتقال والموت تحت التعذيب والخدمة العسكرية الإجبارية لذا ترى المنظمة أن من واجبها أن توثق هذه الانتهاكات لإيصالها إلى الإعلام الغربي في محاولة لحشد الرأي العام بهدف التأثير على حكومات الدول المجاورة لتخلق بيئة أفضل للسوريين.
وأكّدت “أحمد” أنهم من خلال عملهم وجودوا أن سوريا ليست آمنة إلى الآن بسبب الاعتقالات والانتهاكات الحاصلة من طرف النظام أو من قبل الفصائل الأخرى، لذا من الضروري على المجتمع الدولي التحرك لتأمين سوريا أولاّ في المرحلة الأولى ومن ثم السعي لعودة السوريين إلى بلد يتمتعون فيه بحقوقهم الكاملة.
وحول يخص النتائج التي وصلت إليها المنظمة حتى الآن، أوضحت “أحمد”:
“على الرغم من أننا نرى المدنيين يعانون حتى الآن، إلا أننا نملك بعض الانتصارات التي نفخر بها، وهذه الانتصارات هي نتيجة الجهد الذي بذله شركاؤنا على الأرض في سوريا وخارجها، فبفضل الجهد الجماعي استطعنا حشد دعم كبير جداً للدفاع المدني “الخوذ البيضاء”، وأصبح الناس على علم بماهية هؤلاء الأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل إنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض، كما أصبح هناك نوع من التضامن من خلال المطالبة بتشكيل لجنة من قبل الأمم المتحدة للتحقيق في موضوع استهداف المشافي والمراكز الحيوية”.
وتأكيداً على الانتهاكات التي يتعرض لها السوريين في بلدان اللجوء، تحدثت “أم بلال” المقيمة في لبنان عن ابنها الذي تم اعتقاله منذ أغسطس 2014، حيث خرج الشاب، بعد أسبوع من انقطاع الخبز عن العائلة، إلى الفرن القريب من منزلهم مع ابن عمّته، لكن الشرطة اعتقلتهما في الشارع بشكل عشوائي دون إبداء الأسباب، ولم تعلم العائلة عنه شيئاً إلا بعد مضي شهر كامل على اختفائه، حيث تواصل الهلال الأحمر مع العائلة ليخبرهم بمكان سجنه.
ولم تدرك العائلة الكارثة التي وقعت إلا بعد معرفتهم بقرار الحكم المؤبد الذي صدر بحق الشاب بعد أن أجبر على توقيع اعتراف من نوع ما تحت التعذيب..!!
تفاصيل كثيرة طرحناها ضمن حلقة اليوم من “شباب سوريا” والتي تناولنا فيها الانتهاكات التي يتعرض لها السوريون في دول الجوار ودور المنظمات في التوثيق، تتابعون الحلقة الكاملة عبر الرابط التالي:
https://www.facebook.com/fm.watan/videos/2877645052257034/