مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بدأت ظاهرة التنمر بالانتشار أكثر خاصة مع لجوء الكثير من الأشخاص إلى استخدام حسابات أو أسماء وهمية في العالم الإفتراضي، لكن، في الوقت ذاته، يتعرض السوريون في بلاد اللجوء إلى العديد من الممارسات التي لا يمكن وصفها إلاّ بالتنمر، سواء أأخذ ذلك شكلاً لفظياً أم حمل إيذاء جسدياً.
“كاجين” من هولندا أشارت إلى أن التنمر الموجود في هولندا والذي يأخذ إجدمالاً شكلاً لفظياً دون الجسدي بحكم وجود القوانين والأنظمة التي تعاقب بشدة على ذلك.
لكن في الوقت نفسه تشهد هولندا انتشاراً للتنمر اللفظي الذي يمكن أن يتعرض له الطفل او الشاب، حيث يأخذ في كثير من الأحيان شكل محاولة إحراج الشخص، فالطالب اللاجئ الذي يمكن أن يكونوا في مستوى دراسي أفضل من مستوى السكان الأصليين يمكن أن يتعرض للتنمر من قبلهم، حيث تشهد بعض المدارس حالة من تنمر الطلاب على الأجانب لعدم تقبله أن يتفوق طالب أجنبي أتى إلى البلاد مؤخراً عليهم.
وروت “كاجين” حادثة تعرضت لها إحدى الطالبات السوريات التي قرر أساتذتها نقلها إلى مستوًى أعلى من الذي هي فيه إلاّ أنّ زملاءها في الصف، والذين هم من أبناء البلد، اعترضوا على الموضوع ورفعوا دعوة إلى الإدارة بحجة أن هنالك تمييز بين الطلاب الأجانب وأبناء البلد وأن الإدارة تساعد الأجانب على الترفع إلى مستويات أعلى أكثر من أبناء البلاد أنفسهم، فما كانت من الإدارة إلاّ أن تراجعت عن قرارها وأبقت على الطالبة في سنتها الدراسية حرصاً منها على عدم تحريض أبناء البلد على الأجانب، لكن في الوقت نفسه، كان من حق الطالبة الترفع إلى مستوى أعلى بحكم اجتهادها في دراستها وتفوقها على زملائها حتى وإن كانوا من أبناء البلد.
أما “زينب” التي تحمل الجنسية السورية وولدت في لبنان فأشارت إلى حجم التنمر الذي تعرضت له بعد موجة النزوح السوري إلى لبنان مطلع 2011، حيث لم تميّز “زينت” نفسها أنها سورية خلال سنوات دراستها الإبتدائية، لكن الأمر لم يبقى على النحو ذاته بمجرد أن بلغت المرحلة الثانوية وأرادت التقدم للإمتحان النهائي، حيث تطلب تسجيلها في الثانوية أوراقاً كثيرة لم تكن قادرة على تأمينها في تلك الفترة نتيجة الحرب في سوريا، وهذا ما سبب لها ضغطاً نفسياً كبيراً، بحسب قولها، خلال المرحلة الثانوية.
وعلى الرغم من تأمين “زينب” لورقة “إخراج قيد” من سوريا إلاّ أن التوتر بقي مستمراً لعدم تأكيد الجهات المعنية على جواز تقديمها للإمتحانات النهائية باستخدام “إخراج القيد” بدلاً من جواز السفر أو الإقامة بحكم أنها تحمل الجنسية السورية..
تقول “زينت”: نجحت في امتحان الشهادة الثانوية وبدأت حياتي الجامعية، لكن، وبحكم أني سوريّة، أخبروني أنه ليس من الممكن أن أدرس كالطلاب اللبنانيين على الرغم من أنني ولدت وكبرت في لبنان، وإنما يجب عليّ أن أدفع ثلاثة أضعاف ما يدفعه الطالب اللبناني من أقساط للجامعة.
تفاصيل كثيرة حول تجارب شخصية عاشتها كل من “كاجين” و”زينب” في بلدان مختلفة تشاهدونها على الرابط التالي:
https://www.facebook.com/fm.watan/videos/565255367533704/