رياضة

الصراع الدبلوماسي بين فلسطين وإسرائيل ينتقل إلى ملاعب كرة القدم

انتقل الصراع الدبلوماسي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى ملاعب كرة القدم ، بعد أن طالب الفلسطينيون بإقصاء إسرائيل من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).

ومن المقرر أن يصوت الفيفا ، خلال المؤتمر السنوي المقرر بمدينة زيوريخ السويسرية يوم 29 أيار/مايو الجاري ، على طلب الاتحاد الفلسطيني للعبة بإقصاء نظيره الإسرائيلي من الفيفا بسبب القيود الأمنية “القاسية” على حركة اللاعبين الفلسطينيين عبر الحدود التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية.

ومنذ إخفاق محادثات السلام بين الجانبين قبل عام ، صعد الفلسطينيون حملتهم الدولية ضد إسرائيل.

وفي ظل أمل ضعيف لإحياء مفاوضات السلام ، لا تتوقع الحكومة الرابعة لنتنياهو أي تهاون.

وتشكل مجلس الوزراء القومي الديني ، وهو أكثر مجلس يميني في إسرائيل منذ التسعينيات ، قبل أيام فقط ، وقد وجد نفسه مضطرا لمواجهات هجمات دبلوماسية على عدة جبهات.

فقبل يوم واحد من حلف المجلس الجديد لليمين ، اعترف الفاتيكان بإقامة دولة فلسطين من خلال وثيقة معاهدة ثنائية من المقرر توقيعها قريبا لتنظم العلاقات المشتركة بين الجانبين.

كذلك تعتزم فرنسا أن تتقدم “خلال الأسابيع المقبلة” باقتراح لمجلس الأمن بالأمم المتحدة من شأنه أن يضع حدا لاحتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية.

وكانت أمريكا وأستراليا قد أعاقتا تمرير هذا الحل في كانون أول/ديسمبر الماضي بالتصويت ضده. وامتنع خمسة أخرين من الأعضاء ال15 بالمجلس عن التصويت ، ولكن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال في أواخر أذار/مارس الماضي إنه يأمل في هذه المرة أن “يتخلص الشركاء الذين كانوا مترددين عن ترددهم”.

وأعلنت الولايات المتحدة بعد إنتخابات إسرائيل في 17 أذار/مارس أنها “ستعيد تقييم” خياراتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط ، بعد موقف نتنياهو ضد إقامة دولة فلسطين خلال حملته التي نجحت في تقليص أصوات منافسيه المتشددين.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني ، التي تعقد محادثات هذا الأسبوع مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ، إنها كانت ترغب في أن تكون أول زائر للحكومة الإسرائيلية الجديدة لتبعث برسالة مفادها أن الاتحاد لن يتوقف عن محاولاته من أجل التوصل إلى حل للصراع بين الجانبين.

وقالت موجيريني في بروكسل عشية زيارتها إن “الوضع الراهن ليس خيارا” بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

ومع ذلك ، يعد تصويت الفيفا التحدي الأقرب بالنسبة للحكومة الإسرائيلية ، ويناقش السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا القضية مع نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في القدس ورام الله.

ويجب تصويت 75 بالمائة من الأعضاء ال209 في الفيفا على طلب الفلسطينيين من أجل قبوله وتطبيقه.

ويأمل بلاتر في التوصل إلى حل للقضية قبل المؤتمر السنوي للفيفا المقرر يوم 29 أيار/مايو ، والذي يسعى من خلاله لتولي رئاسة الفيفا لفترة خامسة.

ويتمسك بلاتر والفيفا بحتمية انفصال القضايا السياسية عن كرة القدم.

وتشكل جنوب أفريقيا ، التي أوقفت في عام 1963 بسبب نظام الفصل العنصري ، السابقة الوحيدة لفرض عقوبات لأسباب سياسية.

وأوقفت دول أخرى مثل نيجيريا ، التي أوقفت لفترة قصيرة الصيف الماضي ولكن لأسباب تتعلق بكرة القدم ، مثل التدخل الحكومي في شؤون اللعبة.

ويتوقف نجاح بلاتر في إلغاء التصويت من أجندة المؤتمر على نتائج محادثاته الجارية مع الجانبين.

وفي حالة إجراء التصويت ، يقول محللون إنه من الصعب للغاية حصول الفلسطينيين على النسبة الكافية من الأصوات المؤيدة لتمرير طلبهم.

ورغم ذلك ، يعتبر الفلسطينيون مجرد الحصول على عدد كبير من المؤيدين للطلب انتصارا رمزيا.

وأكد اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني للعبة بشكل علني أن الفلسطينيين يرغبون في إجراء التصويت ، حيث صرح في رام الله قبل ايام قائلا “لا تراجع″.

ويتوقع أن يحاول بلاتر إقناع الفلسطينيين من خلال تقديم بعض الضمانات من نتنياهو لتخفيف القيود الأمنية الإسرائيلية على الرياضة الفلسطينية.

وكان الرجوب قد ادعى أن الإسرائيليين يستخدمون الاستقرار الأمني كحجة لتبرير كل تصرفاتهم تجاه الفلسطينيين.

بينما قال نظيره روتيم كيرمر رئيس الاتحاد الإسرائيلي للعبة إن الفلسطينيين يستغلون الفيفا لكسب نقاط سياسية ضد إسرائيل.

وأوضح كيرمر أن الاتحاد لا يستطيع “فعل شيء” إزاء الإجراءات الأمنية للحكومة الإسرائيلية التي تهدف لمنع مرور الأسلحة عبر الحدود الخاضعة لسيطرة الأمن الإسرائيلي.

وأكد أن كرة القدم في المنطقة لا يجب أن تستخدم كسلاح وإنما يجب أن تستغل في “أن نظهر لحكوماتنا وللجميع أن كرة القدم يمكنها تجميع الشعوب.”

د ب ا

زر الذهاب إلى الأعلى