رغم الأرقام الفلكية التي سيتقاضاها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في عقده الجديد مع برشلونة، والذي جعله أعلى لاعبي كرة القدم دخلا، فإن هذا لم يرض أحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم المستديرة الساحرة.
وكشفت صحيفة “ديارو غول” الإسبانية عن بنود سرية وضعت في عقد “البرغوث” لإرضائه، وجعله سعيدا في الكامب نو، وتنقسم هذه البنود إلى شقين: مالي ورياضي.
فالعقد الذي وصفته الصحيفة بأنه من “كوكب آخر” يمنح ميسي راتبا شهريا يصل إلى أربعين مليون يورو سيبقى ثابتا خلال السنوات الأربع مدة تمديد العقد.
وبدلا من الزيادة السنوية على الراتب، أضيف بند في العقد يمنح ميسي 25 مليون يورو سنويا كمكافأة، أي مئة مليون إضافية خلال سنوات عقده الجديد.
أما البند الرياضي السري فهو أن ميسي اشترط أن يضم البرسا أفضل اللاعبين في العالم حتى يبقى الفريق دائما منافسا وحاصدا للألقاب، وكذا يحافظ “الساحر الأرجنتيني” على تألقه وتوهجه على المستوى الشخصي، ويحصد الألقاب والجوائز الفردية ويحطم الأرقام القياسية، حتى يصبح أفضل لاعب في تاريخ الكرة.
والملفت أن في العقد اتفاقا يضمن إبلاغ ميسي بالأسماء التي يفاوضها “البلوغرانا” قبل التعاقد معهم، وهذا ما حصل في السابق قبل التعاقد مع لويس سواريز وباولينيو.
من جانب آخر
نشرت صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن تجديد عقد ميسي، الذي أثر على سيولة نادي برشلونة، ما دفعه إلى البحث عن بيع عدد من لاعبيه.
قالت الصحيفة، إن ميسي وقع عقده الجديد يوم السبت الماضي مع نادي برشلونة، وتم أخيرا نشر الصورة التي ينتظرها الجميع منذ فترة، والتي تجمع ميسي برئيس النادي جوزيب ماريا بارتوميو. في الواقع، لم يوقع ميسي على العقد الذي تم الاتفاق عليه مع والده منذ شهر حزيران/ يونيو الماضي، لكن بموجب توقيعه على العقد الجديد، تم الترفيع في قيمة البند الجزائي لميسي من 300 إلى 700 مليون يورو.
وأضافت الصحيفة أنه كان من مصلحة برشلونة الترفيع من البند الجزائي لميسي على ضوء عقده الجديد، ليدفع أطماع بعض الأندية الأوروبية التي تطارد هذا اللاعب الأرجنتيني. كما يشير البعض إلى وجود معلومات لم يتم الإشارة إليها في العقد تتعلق بما إذا كان ذلك في إطار تحسين قيمة العقد، أم إمكانية الحصول على مكافأة إضافية. وإلى جانب مئة المليون يورو التي حصل عليها والد ميسي عند التوقيع على عقد ابنه، هناك زيادات أخرى بما أن النادي يوافق على كل ما يطلبه نجم الفريق.
وبينت الصحيفة أن بيع عدد من اللاعبين أصبح حاجة ملحة بالنسبة لبرشلونة خلال هذه المرحلة، خاصة أن الفريق ينفق نسبة 84 بالمئة من مداخيله لسداد أجور اللاعبين. من جهة أخرى، يبلغ المؤشر الأقصى لفاتورة الأجور حوالي 70 بالمئة على الرغم من أن المؤشر الأمثل يجب أن يكون في حدود 55 بالمئة. وبناء على ذلك، فإن 84 بالمئة تعد نسبة مثيرة للقلق بالنسبة للنادي الذي وجد نفسه مجبرا على تعويض ذلك من خلال ما لا يقل عن 150 مليون يورو في شكل مداخيل عادية، في غضون سنة أو سنتين.
وبصرف النظر عن خطط النادي لبيع الإعلان الخاص بقميص التدريب، وإعلانات الشركات الراعية الأخرى، لا يمكن أن ننكر أن برشلونة ما زال في حاجة لبيع عدد من اللاعبين؛ للتخلص من عبء فاتورة أجور اللاعبين.
وأوردت الصحيفة أن أنظار نادي برشلونة كانت متجهة نحو لاعب نادي أرسنال، مسعود أوزيل، لكن المدرب أرسين فينغر أغلق هذا الباب أمامه، مؤكدا أن أوزيل سيبقى مع ناديه إلى غاية نهاية الموسم، والأمر سيان بالنسبة لأليكسيس سانشيز؛ لذلك، أصبح احتمال تعاقد البارسا مع لاعبين جدد في فصل الشتاء أمرا مستبعدا جدا، لأنه من الصعب جدا العثور على لاعب جيد وقليل التكلفة في سوق الانتقالات. ومع ذلك، لا يستبعد نادي برشلونة على الإطلاق إمكانية تخليه عن بعض لاعبيه.
والجدير بالذكر أن اللاعب أردا توران تصدر قائمة اللاعبين المهددين بمغادرة نادي برشلونة، بما أنه لم يكن موفقا كثيرا في بداية هذا الموسم، كما كان يفتقر إلى الاحترافية، وهو ما أدى إلى نفاد صبر المدرب إرنستو فالفيردي.
من جهته، يؤكد نادي برشلونة أن هذا اللاعب التركي يعد سادس أعلى اللاعبين أجرا في التشكيلة؛ لذلك يعدّ رحيله أولوية في الفريق، بما أن سعره يبلغ حوالي 34 مليون يورو، إلى جانب سبعة ملايين من المتغيرات. ومن المتوقع أن النادي لن يعيد استثمار هذه الأموال، وإنما ينوي الاحتفاظ بها لتوفير المال.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة تكمن في أن أردا توران يبدو حريصا جدا على اللعب في نادي برشلونة، وذلك جلي من خلال رفضه في عدة مناسبات مغادرة النادي، لعل أبرزها رفضه لعرض الصين في الشتاء الماضي، وعرض كل من نادي أرسنال وغلطة سراي هذا الصيف.
كما التقى ممثل اللاعب قبل أسبوعين مع بيب سيجورا؛ لمحاولة حل الوضع، ولكن سيكون من الصعب إقناع اللاعب بقبول عدم تقاضي راتبه خلال فترة عقده المتبقية مع برشلونة، حتى لو ذهب إلى فريق آخر. وبالتالي سيكون خفض راتبه الحل الأمثل.
وأوضحت الصحيفة أن النادي بصدد البحث عن خيارات أخرى لتعزيز ميزانيته. وتمر هذه الإستراتيجية عبر اللاعبين الذين لم يقدموا الأداء المطلوب للنادي إلى حد الآن؛ على غرار دولوفيو، ودينيس سواريز وأندريه غوميز. كما يبدو أن فالفيردي غير مقتنع بأدائهم، كما هو الشأن بالنسبة للمشجعين. ومع عودة ديمبيلي المقررة في بداية شهر كانون الثاني/ يناير المقبل، من المتوقع أن يتجه أحد هؤلاء اللاعبين الثلاثة نحو بوابة الخروج من النادي إذا لاقي عروضا جيدة.
وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن النادي في حاجة إلى المال، لهذا لا توجد وسيلة أخرى لحل هذه المسألة سوى بيع اللاعبين، حتى يتمكن من خفض فاتورة الأجور المثيرة للقلق، والتي تم تحديدها منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر، قبل توقيع ميسي لعقده. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال النادي مطالبا بتجديد عقدين رئيسيين، وهما عقد كل من بيكيه وسيرجيو روبرتو، ومن المؤكد أنه لن يقبل أيّ منهما بتجديد عقده مقابل أجر أقل من أجرهم الحالي.