مونديال البرازيل الذي فازت به ألمانيا وأحداثه، وأزمة عقد مونديالي 2018 و2022 بروسيا وقطر، ورحيل مجموعة من نجوم كرة القدم العالمية، كانت أبرز الأحداث الكروية التي شهدها عام 2014.
** مونديال البرازيل .. وقضايا مثيرة
استحوذت بطولة كأس العالم التي أقيمت بالبرازيل بين شهري يونيو/ حزيران، ويوليو/ تموز الماضيين، على اهتمام الجماهير المتابعة لكرة القدم العالمية، وكان السقوط البرازيلي والإسباني، وعضة المهاجم الأورغوياني لويس سواريز هي أبرز أحداث المونديال.
– فبعد سنوات من القلق والاضطرابات السياسية والمشاكل حول بناء الملاعب بتكلفة باهظة لاستضافة المونديال، أكدت البرازيل استعدادها لهذا الحدث الكروي، مع انطلاق فعاليات البطولة واستضافت بنجاح النسخة العشرين من بطولات كأس العالم.
وعلى الرغم من تلك الاضطرابات السياسية، إلا أن الجماهير البرازيلية كانت تعلق آمالا كبيرة على لاعبي الفريق الكروي في تحقيق إنجاز كروي بالتتويج بلقب المونديال، خاصة وأنها كانت مقامة على أرضهم.
ولكن تلك الأحلام ذهبت أدراج الرياح، حيث تلقى منتخب “السامبا” هزيمة تاريخية أمام ألمانيا في المربع الذهبي للمونديال وخسر بهدف مقابل سبعة، وهي الهزيمة الأكبر في تاريخ مشاركات البرازيل في كأس العالم منذ عام 1930، ولم يتمكن لاعبو البرازيل أيضا من تصحيح الأوضاع والفوز بالميدالية البرونزية، حيث تلقوا هزيمة من هولندا بثلاثية نظيفة في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
– تعرض منتخب إسبانيا (بطل العالم 2010) لهزة عنيفة في مونديال البرازيل، حيث خرج من الدور الأول، ولم يستطع الدفاع عن لقبه، ليطاح به عقب خسارتين كبيرتين؛ 5-1 أمام هولندا و2-صفر أمام تشيلي، وحقق فوزا شرفيا على أستراليا بثلاثية نظيفة.
– عضة المهاجم الأورغوياني لويس سواريز للمدافع الإيطالي جورجي كيليني في المباراة التي جمعت الفريقين بآخر جولات مرحلة المجموعات، كانت هي الحدث الأبرز ومثار اهتمام جميع وسائل الاعلام العالمية.
ودفعت تلك الواقعة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إلى توقيع عقوبة على سواريز بالإيقاف 9 مباريات دولية، وكذلك إيقافه لمدة 4 أشهر سواء على مستوى المشاركة مع منتخب بلاده أو أي ناد يلعب له، إلى جانب غرامة مالية قدرها 100 ألف فرنك سويسري (111 ألف دولار أمريكي تقريبا).
** رحيل الأساطير
شهد 2014 وفاة العديد من أساطير كرة القدم العالمية، مثل البرتغالي إيزيبيو، والإسباني ألفريدو دي ستيفانو، والنجم الإنجليزي توم فيني، والإسباني تيتو فيلانوفا المدير الفني السابق لبرشلونة، ومواطنه لويس أراغونيس المدير الفني السابق للمنتخب الإسباني الفائز معه بلقب يورو 2008.
** أزمات مغربية
شهد عام 2014 العديد من الأزمات في المغرب، وكان في مقدمتها رفض الحكومة المغربية استضافة أمم أفريقيا 2015 في موعدها المحدد في يناير/ كانون الثاني المقبل، وتأجيله إلى موعد لاحق خوفا من تفشي وباء “إيبولا” في البلاد.
هذا الأمر أربك حسابات الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف)، ودفعه إلى اتخاذ قرار بنقل البطولة القارية من المغرب إلى غينيا الإستوائية.
أما الحدث الثاني، فهو ما شهده ملعب الأمير المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط، عندما عانى لاعبو فريقي كروز أزول المكسيكي وويسترن سيدني الأسترالي خلال المباراة التي جمعت بينهما في مونديال الأندية الشهر الجاري، من سوء أرضية الملعب بسبب سقوط الأمطار بغزارة، وعدم وجود منافذ لتسريب الأمطار؛ ما أثر بالسلب على أداء اللاعبين داخل الملعب، وتم إيقاف مجموعة من المسؤولين، في مقدمتهم وزير الشباب والرياضة محمد أوزين عن العمل لحين انتهاء التحقيقات في تلك الواقعة.
** قضية مونديالي 2018 و2022
استحوذت قضية منح روسيا وقطر مونديالي 2018 و2022 على اهتمام العديد من وسائل الاعلام العالمية، والتحقيقات التي أجريت بشأن ادعاءات الفساد في عملية منح استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 لروسيا وقطر على الترتيب.
توالت الأحداث في تلك الأزمة، حيث كانت البداية يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول، عندما أعلن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) أن نتيجة التحقيق حول عملية اختيار الدولتين المنظمتين لكأس العالم 2018 و2022 التي انطلقت الشهر الماضي لا يعد قرارا، وبالتالي فإنه غير قابل للطعن.
وفي اليوم التالي، أعلن رئيس غرفة التحقيقات في لجنة القيم التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مايكل جارسيا، استقالته من منصبه احتجاجا على الطريقة التي تعامل بها “فيفا” مع تقريره بشأن عملية اختيار البلدين المنظمين لكأس العالم 2018 و2022.
وأمضى جارسيا 18 شهرا وهو يحقق في مزاعم فساد في عملية تقدم روسيا وقطر بعروض استضافة نسختى كأس العالم المقبلتين، واستجوب خلال تلك الفترة 75 شاهدا، قبل أن يصدر نتيجة تحقيقاته في تقرير مؤلف من 430 صفحة.
وفي نوفمبر / تشرين الثاني أصدر هانز يواكيم ايكرت القاضي في لجنة القيم بالفيفا ملخصا من 42 صفحة بناء على تقرير جارسيا قال فيه إنه لا يوجد أدلة كافية تدعو لإعادة فتح باب التقدم بعروض استضافة كأس العالم.
لكن جارسيا طعن على ملخص ايكرت، قائلا إنه احتوى على “تزييف للحقائق”.
وفي يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول، أعلن “فيفا”، أن اللجنة التنفيذية بالاتحاد صوتت بالإجماع على السماح بنشر تقرير المحقق السابق في لجنة القيم مايكل جارسيا في عملية التقدم بعروض استضافة كأس العالم لعامي 2018 و2022.
قسم الاخبار – وطن اف ام