رياضة

لاعب سوري يهرب من مصر “بحرا ” ليصبح حارس مرمى فريق ألماني

أربع سنوات قضاها الرياضي السوري، خالد مسالمة، حارس مرمى فريق “الشعلة”، أحد أندية الدوري الممتاز لكرة اليد، وأحد حراس المنتخب السوري، بعيدا عن الملاعب.

غير أنه عاد إليها مؤخرا، لكن من خلال الملاعب الألمانية، كحارس مرمى لنادي “فورتونا” فورتونا دوسلدورف (أحد أندية الدرجة الثانية في ألمانيا).

طريق “مسالمة” (25 عاما)، نحو النادي الألماني، لم يكن مفروشا بالورود، لكنه كان طريق شاقا، واجه خلاله مخاطر الموت، والاعتقال حتى وصل إلى بر الأمان.

قصة “المسالمة”، أوردتها النشرة اليومية للهيئة السورية للإعلام أمس الأحد، وهي كما يرويها الرياضي السوري بنفسه، بدأت منذ وطأت قدماه أرض مصر قبل أربع سنوات، لاستكمال دراسته.

قال “مسالمة”: “بعد انتهاء دراستي الجامعية، لم أستطع مغادرة مصر بسبب الأوضاع الأمنية المزرية، التي كانت تمر بها، فاضطررت للبقاء هناك لسنة أخرى، عانيت خلالها الأمرّين بسبب الحملات الإعلامية التي شنها الإعلام ضد اللاجئين السوريين”.

واتهم بعض الإعلاميين المصريين، اللاجئين السوريين بدعم الرئيس المعزول محمد مرسي، ومشاركتهم في اعتصام رابعة العدوية، الذي نظّمه أنصاره، وبدأ في 28 يونيو/ حزيران 2013، وفضته السلطات 14 أغسطس/ آب من نفس العام.

وأضاف “مسالمة”: “بعد انسداد الآفاق الرياضية، والدراسية، وعدم قدرتي على العودة إلى محافظتي في الجنوب السوري، اضطررت للمخاطرة بحياتي، ومغادرة مصر عن طريق البحر في شهر سبتمبر/ أيلول من عام 2013”.

وتحدث عن ظروف سفره قائلا: “بقيت في البحر نحو 11 يوما، بسبب الخلافات بين ركاب السفينة والمهربين، شاهدت في هذه الأيام الأهوال، والعجائب، وشعرت أن شبح الموت يكاد لا يغادر مخيلتي”.

وتابع: “بعد هذه المدة تمكنت من الوصول إلى إيطاليا، وبقيت فيها يومين قبل استكمال رحلتي المحفوفة بشتى أنواع المخاطر إلى ألمانيا”.

ووصل “مسالمة” إلى ألمانيا، وأقام الشهر الأول في معسكر معزول عن العالم الخارجي، برفقة مدرب نادي “الكرامة” السوري لكرة السلة (لم يذكر اسمه)، والذي أخذ يشجعه على العودة للرياضة، والركض والتمرين لاستعادة لياقته البدنية التي افتقدها بعد 4 سنوات خالية من الرياضة، هي مدة دراسته الجامعية في مصر.

وانتقل الرياضي السوري بعد ذلك، إلى مدينة نيوبراندينبورغ (150 كم شمال العاصمة برلين)، وعايش فيها معوقات الحياة، والتأقلم مع طبيعة الشعب الألماني “القاسية”، إضافة الى صعوبة تعلم اللغة الألمانية، على حد قوله.

وسرد الحارس السوري قصة وصولة إلى النادي الألماني، قائلا:” طلبت من مسؤولي السكن، الذي أقيم به في ألمانيا، توصيلي إلى أقرب نادي كرة يد في المدينة، كي أتابع معشوقتي الأولى من خلالهم، وبالفعل تمكنت من بدء التدريب مع فريق فورتونا”.

ومضى خالد بالقول: “بعد أن شاهد المدرب مهاراتي كحارس مرمى، طلب مني اسم النادي الذي كنت ألعب له في سوريا، للتواصل معه من أجل الحصول على موافقة إدارة النادي للانتقال للنادي الألماني”.

وأردف: “لأن الرياضة في سوريا غوغائية، وغير احترافية لم يستطع (المدرب)، الوصول إلى النادي عن طريق الانترنت، لكنه بذل جهدا مع إدارة ناديه بعد أن شعر بموهبتي، وبالفعل تمكنت من الانضمام إلى الفريق الأول في النادي”.

وتمكن الشاب السوري من إقناع الفريق الألماني بآدائه، وأصبح لاعبا أساسيا في صفوف نادي “فورتونا” الألماني، وفق النشرة اليومية للهيئة السورية للإعلام.

وسجلت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، ١٣٤ ألف لاجئ سوري، جراء الأزمة القائمة في بلدهم منذ العام 2011 – طبقاً لأرقام مارس (آذار) ٢٠١٤- ويتمركز ٩٠٪ منهم في العاصمة القاهرة، والاسكندرية (شمال مصر)، ودمياط (شمال مصر).

فيما تقدر السلطات المصرية أعدادهم بـ320 ألفاً، واجه بعضهم صعوبات بعد الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، تحت وطأة اتهامات بالمشاركة في اعتصام مؤيديه في ميداني “رابعة العدوية” (شرقي القاهرة) و”نهضة مصر” (غرب).

ومن بين الصعوبات التي يشكو منها لاجئون سوريون في مصر، تمديد تصاريح الإقامة، فضلا عن الخدمات الصحية والتعليمية، وغيرهما من الخدمات.

وكالة الاناضول 

زر الذهاب إلى الأعلى