دراسة حديثة: الفشل القلبي وفقدان الوظيفة هما ثنائي قاتل

توصلت دراسة أولية حديثة إلى أن القدرة على ممارسة الأعمال الوظيفية أو المهنية قد تساعد على تنبؤ احتمال النجاة بعد الإصابة بمرض قلبي.

فقد وجد باحثون بأن البطالة ترتبط بزيادة 50 في المائة في خطر الوفاة عند المصابين الأصغر سناً بفشل قلبي.

يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور راسموس رويرث، الأستاذ بكلية الطب بجامعة كوبنهاغن الدنماركية: “إن قدرة الشخص على الاحتفاظ بوظيفته قد تكون مؤشراً هاماً على مزاجه العام ومهارته في أدائه لعمله. وكانت دراسات سابقة قد وجدت بأن طرد العمال والموظفين من أعمالهم يترافق مع زيادة خطر الاكتئاب والمشاكل النفسية، وحتى الانتحار.”

ويُضيف رويرث: “قد يكون من المهم جداً تقييم الاستقرار الوظيفي، واعتبار ذلك كأحد عوامل الخطورة التي تؤثر في مآل الإصابة القلبية.”

ويقترح رويرث دراسة أسباب البطالة أو فقدان الوظائف على المستوى الشخصي لمعرفة كيفية تجنب مثل هذا المصير المشؤوم.

وبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن الفشل القلبي هو الحالة المرضية التي يعجز القلب فيها عن ضخ الدم بكفاءة إلى كافة أنحاء الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى عدم حصول الخلايا على كفايتها من الأوكسجين. وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 50 في المائة من المرضى الذين تُشخص إصابتهم بالفشل القلبي يموتون في غضون خمس سنوات من تشخيص المرض.

اشتملت الدراسة الحديثة على أكثر من 21 ألف بالغ دنماركي تتراوح أعمارهم بين 18-60 سنة، كانوا قد أُدخلوا إلى المستشفى للإصابة بحالة فشل قلبي (لأول مرة) في الفترة بين عامي 1997 و2012. كان أكثر من 55 في المائة من هؤلاء على رؤوس أعمالهم عند دخولهم المستشفى.

استمرت متابعة هؤلاء المرضى لحوالي ثلاث سنوات، تُوفي في أثنائها 16 في المائة من المرضى الموظفين و31 في المائة المرضى العاطلين عن العمل. كما لاحظ الباحثون بأن ما نسبته 40 في المائة من الموظفين و42 في المائة من غير الموظفين أصيبوا بحالة فشل قلبي ثانية استدعت قبولهم في المستشفى.

وبعد تحييد العوامل الأخرى المؤثرة مثل العمر والجنس والمستوى التعليمي، وجد الباحثون بأن البطالة ترتبط بزيادة خطر الوفاة بسبب الفشل القلبي بنسبة 50 في المائة، وترتبط بزيادة خطر الإصابة بحالة ثانية من الفشل القلبي بنسبة 12 في المائة.

كما وجد الباحثون بأن البطالة كعامل خطورة، تفوق في خطرها عوامل مرضية مثل السكري أو السكتة الدماغية.

ويؤكد الباحثون على أنهم لم يثبتوا علاقة سبب ونتيجة بين البطالة وزيادة خطر الوفاة عقب الإصابة فشل قلبي، وإنما مجرد ارتباط يحتاج إلى إجراء المزيد من الدراسات لتفسيره.

ويُعقب رويرث على ذلك بالقول: “تُعد البطالة حالة تؤثر في العديد من جوانب حياة الشخص وصحته النفسية. ولذلك فإنني أرى بأن دراسة الاستقرار الوظيفي هو أمر ينبغي أخذه بعين الاعتبار عند تقييم مآل الإصابة بالفشل القلبي، شأنه في ذلك شأن العوامل المرضية الأخرى.”

ويعتقد رويرث بأن الحد من مستويات البطالة قد يُقلل من خطر المآل السيء للفشل القلبي.

جرى عرض نتائج الدراسة يوم الأحد الماضي في أثناء اجتماع الجمعية الأوروبية لطب القلب في العاصمة الفرنسية باريس، ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في المؤتمرات والملتقيات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى