تُعد حقن الستيرويد علاجاً شائعاً لالتهاب مفصل الركبة، إلا أن دراسةً حديثةً خلصت إلى أن الاستخدام طويل الأمد لهذه الحقن هو إجراء غير فعال، وقد يلحق الأذى بغضروف الركبة.
وبحسب الباحثين، فإن المرضى المصابين بفصال عظمي والمعالَجين بالحقن الستيرويدية بمعدل مرة كل ثلاثة أشهر لم يتحسن الألم لديهم مقارنةً مع المرضى الذين يأخذون علاجاً وهمياً. في الوقت الذي تعرض المرضى المعالَجين بالحقن الستيرويدية إلى خسارة في بنية الغضروف الذي يلعب دور الوسادة بين عظام مفصل الركبة.
يقول المعد الرئيسي للدراسة الدكتور سيث ليوبولد، أستاذ الجراحة العظمية والطب الرياضي بكلية الطب بجامعة واشنطن الأمريكية: “لقد غيرت نتائج هذه الدراسة من قناعتي حول علاج التهاب مفصل الركبة. وسأخبر مرضاي من الآن وصاعداً بأن العلاج بالحقن الستيرويدية قد يكون عديم الجدوى، بل إنه قد يؤدي إلى ترقق غضروف المفصل لديهم. وينبغي عدم اللجوء إلى هذا العلاج إلا في حال عدم وجود بدائل.”
والفصال العظمي في الركبة Osteoarthritis هو حالة اهتراء في مفصل الركبة، تترافق بألم وتورم وصلابة، ويُعد سبباً رئيسياً للإعاقة الحركية، وتشير الإحصائيات إلى أنه يصيب أكثر من 9 مليون أمريكي.
قام الباحثون بتتبع 140 مريضاً تتراوح أعمارهم بين 45 سنة وأكثر، ومصابين بحالة التهاب مفصل ركبة مع التهاب الغشاء الزليلي المبطن للمفصل. جرى توزيع المريض عشوائياً في مجموعتين، عولج أفراد المجموعة الأولى بحقن ستيرويدية ضمن المفصل) في حين جرى حقن أفراد المجموعة الثانية بحقن تحتوي على السالين، وذلك بمعدل مرة كل 12 أسبوعاً منذ العام 2013 وحتى العام 2015. كما جرى تصوير المفصل بالرنين المغناطيسي بشكل دوري، وأجاب المرضى عن استبيانات حول شدة الألم الذي يشعرون به.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن شدة الألم لم تختلف بين أفراد المجموعتين في نهاية الدراسة. إلا أن المرضى في المجموعة الأولى قد خسروا بعض الثخانة في سماكة غضروف مفصل الركبة.
ويشير الباحثون إلى بعض جوانب القصور في الدراسة، فهي لم تقس التحسن في شدة الألم في الأشهر الأولى بعد أخذ الحقن، حيث يُفيد معظم المرضى عن تحسن الألم. كما أن المرضى سُمح لهم الاستمرار بتناول أنواع المسكنات الأخرى التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية، وهو ما قد يكون أثر على نتائج الدراسة.
البث المباشر