في نهاية الموسم.. وبعدما عرف حصاد كل فريق من الفرق الكبرى بالدوريات الأوروبية، من حيث ترتيبه بجدول الدوري، أو حصوله على ألقاب، أو مشاركته من عدمه في النسخة المقبلة من بطولة دوري أبطال أوروبا، حان وقت الحصاد الفني، وبالطبع ليس للفرق، ولكن للمديرين الفنيين، ومعرفة مدى صحة أو خطأ ادارتهم الفنية لفرقهم.
وقبل أن نبدأ بالتحليل الفني لموسم انريكي الاخير مع البرسا، علينا أن نتذكر مسيرة ابن الفريق خلال 3 مواسم قضاها على رأس القيادة الفنية للفريق الكتالوني، وتمكن خلالها من تحقيق نتائج والقاب عديدة، حيث فاز بكل البطولات مع فريقه، ولكن موسمه الاخير للأسف، اهال التراب على كل انجازاته التدريبية خلال موسمين سابقين، فخسر لقب الدوري الإسباني الذي كان في جعبته لموسمين متعاقبين، وخرج من دور ربع نهائي دوري الابطال للموسم الثاني على التوالي، وان كان افلح في نيل لقب كأس الملك، في تشابه متطابق لموسم زميله السابق غوارديولا كمدرب للبرسا.
والآن.. سنتحول للحديث والتحليل لموسم المدرب الاسباني.. لويس انريكي.
النقاط الفنية الإيجابية في موسم انريكي..
– نسق هجومي عالي: ارقام فريق برشلونة التهديفية هذا الموسم، خاصة في اللا ليغا، تؤكد انه افضل فريق هجومي إسباني بل اوروبي، فالفريق الكتالوني نجح في تسجيل 116 هدفا خلال الموسم، وهو دليل على نجاعة تهديفية واضحة، وبالطبع الفضل يعود للثالوث الهجومي المرعب، ولكن هذا امر لا يتم سوى باقتناع من المدرب بضرورة الهجوم، وان كان هذا تم على حساب الدفاع بشكل واضح.
– ريمونتادا تاريخية: سيذكر التاريخ دوما، ان البرسا بقيادة اللوتشو، تمكن من تحقيق ريمونتادا هي الاروع والاكثر ابهارا واثارة في تاريخ الساحرة المستديرة على الاطلاق، وسيظل اسم انريكي مقترنا بهذه الريمونتادا التي تمت في دور ثمن نهائي التشامبيونز، امام فريق باريس سان جيرمان.
النقاط الفنية السلبية في موسم انريكي..
– صفقات اضعفت الفريق وارهقت النادي : لعل أول مسمار دقه انريكي في نعشه هذا الموسم، هو صفقاته الغريبة والبعيدة عن الحصافة والرؤية الفنية السليمة، فضلا عن تكبيد خزائن البرسا مبالغ باهظة مقابل لاشيء تقريبا في المقابل على الصعيد الفني، ولعل الحديث ينصب تحديدا على ثنائي الخفافيش، اندريه غوميز، باكو الكاسير، الثنائي الذي كبد خزائن البرسا ما يقارب لنحو 100 مليون يورو، بلا طائل فني يذكر منهما، وكان من الممكن ان يشتري بهذا المبلغ فيراتي لاعب البي اس جي، ومعه خيسوس مهاجم السيتي، في نفس مركز الثنائي، لكن فكر انريكي الغير سوي، جلب عليه وعلى الفريق مأساة في ضعف دكة بدلاءه، وهو ما أثر بالطبع على حظوظ الفريق بالمنافسة على البطولات.
– رتابة خططية لحد الترهل: منذ بدأ تولي انريكي العارضة الفنية للبلاوغرنا، وهو يتبع نفس اسلوب اللعب وهو 4-3-3، بدون اي تغيير او تعديل، وهو ما جعله كتابا مفتوحا امام منافسيه، والاخطر انه بات معروف التبديلات ايضًا! وهو امر اشبه بالافلاس الفني، و ربما قد يكون مجبرا على تواجد الثلاثي الهجومي، ميسي ونيمار وسواريز، لكن كان من الممكن ان يعدل خطته الى 4-2-3-1، بتواجد ميسي ونيمار ودينيس سواريز، خلف لويسيتو، وهو امر كان سيمنح ميسي خاصة حرية اكبر في التقدم وغزو دفاعات المنافسين، دون رقابة كبيرة، خاصة ان لياقته تؤهله لذلك.
– قيادة فنية مهتزة خاصة امام الصغار: من اسوأ الامور التي شاهدناها في موسم البرسا الفائت، هو السقوط الغريب خارج ملعبه، خاصة امام الفرق الصغيرة، فالفري تجده يتحول الى كيان مبعثر، بشكل مغاير لما يفعله في كامب نو، فمن يقول ان البرسا في الاشواط الاخيرة من اللا ليغا، يسقط امام ديبورتيفو لاكورونيا وكذلك ملقا؟ وهو امر يتحمل مسؤوليته المدرب بشكل واضح، فعندما تكون المنافسة مع غريمك محتدمة، ولديه افضلية نقاط عنك، فهذا معناه انه لا وجود لفكرة السقوط، خاصة امام الفرق الصغرى، وهي عقيدة على المدرب ان يعيها وينقلها بالتبعية الى لاعبيه.
– ضعف في مواجهة مشاكل الفريق: للاسف شخصية انريكي الضعيفة، انعكس بمردود سلبي فني على الفريق، ففي الكثير من الحالات كان يقف موقف المتفرج، بلا اي تدخل منه، ولعل موقف تيرتشيغين واعلانه الرحيل اذا لم يصبح الحارس الاول خير مثال، وكذلك التغاضي عن تأخر نيمار بالعودة من الاولمبياد، ثم اجازته الغريبة في وسط الموسم، واهم مشكلة كانت عدم اراحته النجوم، وبسببه حدث ارهاق للفريق بنهاية الموسم، وهو امر تسبب فيه كما اسلفنا، بسبب ضعف دكة البدلاء الناجمة عن الميركاتو السيء.
– الايمان بلاعبين اصحاب قدرات قليلة: ربما جماهير البرسا قد تغفر لـ انريكي الكثير من خطاياه، الا خطيئته بتعاقده بل وايمانه بقدرات المدافع الفرنسي ماثيو، فاللوتشو الذي ضم اردا توران بمبلغ ضخم ليجلسه على دكة البدلاء، قد تغفر له جماهير البرسا هذا الامر بسبب جودة توران الفنية، لكن هذا الامر مختلف مع ماثيو المتواضع لدرجة لا ترقى حتى لان يشارك اساسيا مع فريق رديف البرسا، كان موضع ثقة عند اللوتشو، وكثيرا ما دفع به اساسيا، وهو ما دفع ثمنه المدرب الإسباني بأخطاء لاعبه الكارثية، ولكن من دفع الثمن الاكبر كان الفريق وعشاقه.
المصدر : arabia.eurosport