خطفت قضية الاتهامات بالتهرب الضريبي الأضواء بإسبانيا بعد اتهام عدد كبير من النجوم بالتهرب بمقدمتهم كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ونيمار وماشيرانو وفالكاو ودي ماريا والمدرب جوزيه مورينيو إضافة للعديد من وكلاء الأعمال بمقدمتهم خورخي مينديز.
خلية الاتهام لم تتوقف عند الرياضيين فهم كانوا بمثابة رأس الحربة ومن ورائهم صفحات مشبوهة كثيرة تسببت بالنهاية بوقوع نجوم كثر بمطب اعتقدوا أنه لن يُسقطهم قانونياً لأن اللاعبين ووكلائهم ليسوا خبراء حقوقيين أما مستشاريهم فاعتقدوا أن استغلال ثغرة قانونية سيكون أمراً وارداً لولا أن خطأ واحداً فضح كل الشبكة.
ما هي بداية المشكلة؟
مع انتقال بيكهام لريال مدريد عام 2003، وكونه كان من أول اللاعبين الذين يملكون جهة خاصة للحقوق الصورية خارج بلادهم، حصل اللاعب على حسم خاص بالضرائب حيث كان يدفع تقريباً نصف ما يدفعه الإسبان كون التسويق لحقوقه الصورية يتم من قِبل جهة غير إسبانية.
هذا الحسم فتح شهية النجوم للانتقال لإسبانيا والتنسيق مع جهات خارجية للتسويق وهو ما فعله نجوم كبار مثل زيدان وفيغو ورونالدينيو ليستغلوا ذلك بنجاح ويحصلوا على حسم خاص بالضرائب.
الطمع بداية الخطأ:
نجوم العصر الحديث لم يقنعوا بتخفيض الحسم فقط بل بحثوا عن تفادي دفع الضرائب بإسبانيا وبدأوا بالبحث عن مناطق تملك نظاماً ضريبياً شبه معدوم لتسجيل حقوقهم الصورية وكي يكتمل الربح المالي توجهت العديد من المكاتب لإقناعهم بالاستئثار بأرباح حقوقهم الصورية دون تقسيمها مع شركة وبالتالي بدأت من هنا الخطوة الجديدة.
عن طريق مجموعة من المكاتب والمصارف بات الرياضيون ووكلائهم يؤسسون شركات وهمية في بلدان لا تحوي نسب ضرائب كبيرة فعلى سبيل المثال تعود الحقوق الصورية لرونالدو لشركة “تولين” الموجودة في جذر فيرجينيا البريطانية وهو ما فتح باب الشك حول تأسيس شركة وهمية لتفادي الضرائب والاستئثار بالحقوق الصورية حيث تعتبر الضرائب في فيرجينيا ضعيفة للغاية عدا ذلك بات بإمكان رونالدو الحصول على حقوقه الصورية بالكامل دون أن يشاركه أحد بها.
استخدام شركات وهمية يُمثل مخالفة للقانون لأن امتلاك الشخص لحقوقه بإسبانيا يكلفه دفع حوالي 3,5 ضعف على الأقل من الذي يدفعه بالخارج.
كيفية إنشاء وكشف الشركات الوهمية:
لا يكلف إنشاء شركة وهمية أي شخص يقيم بإسبانيا أكثر من اتصال هاتفي بأحد المصارف مع دفع مبلغ يتراوح بين 500 و800 يورو بحسب ما ذكرت قناة “بي بي سي” البريطانية وبعد أيام قليلة يصبح بيان الشركة جاهزاً لبدء استغلال اسمها.
سبب الكشف عن المشكلة اختلف من مصدر لآخر فبالوقت الذي قالت فيه بعض الجهات أن الأمر يتعلق بصحيفة “تيليغراف” البريطانية اتفقت جهات أخرى على تسريب لاعب للقضية ليبدأ بعدها القضاء تحركه.
يسهل على القضاء الإسباني كشف أي شركة إذا كانت وهمية أم لا فببساطة يُطلب من أي متهم تقديم بيانات اقتصادية وتجارية للشركة التي يتعامل معها وبحال وُجد أن هذه البيانات تخلو من أي تعاملات تجارية فإن هذا يؤكد عدم حقيقة هذه الشركة ويوقع اللاعب بالمخالفة القضائية.
كيف رد اللاعبون؟
بالوقت الذي حمّل فيه ميسي ونيمار الأمر لأبويهم اتجه رونالدو للحديث عن الظلم وعن تسديد الضرائب وفعلياً قام رونالدو فعلاً بالتسديد لكنه سدد على أساس وجود شركة في فيرجينيا لكن الواقع هو أنه لا وجود لهذه الشركة بحسب القضاء الإسباني!
تُهم التهرب من المنتظر أن تشمل 200 رياضي بحسب ما تشير الأخبار الإسبانية لكن قضية رونالدو تبدو هي الأخطر مع تجاوز تهربه حد الـ14 مليون يورو مما يضعه تحت خطر التعرض لعقوبة سجن تزيد عن حد السنتين وهو ما قد يضطره للتنفيذ بشكل فوري وعدم الاستفادة من القانون الإسباني الذي يضع أي حكم حبس مدته أقل من سنتين تحت بند “وقف التنفيذ شرط عدم مخالفة قانون آخر”