عندما طرحت شركة آبل الأميركية قبل بضع سنوات الحاسوب الشخصي آيماك بشاشة قياسها 27 بوصة كان الوضع غريبا آنذاك، لكن هذا الأمر قد تغير مع ظهور العديد من الشاشات الأكبر بدقة 4كي أو ما يعرف بدقة الوضوح الفائق (ألترا أتش دي).
وتبلغ دقة وضوح شاشة 4كي 3840×2160 بكسلا، وهو ما يعادل أربعة أضعاف الموديلات المزودة بتقنية الوضوح الكامل (فل أتش دي) التي تبلغ 1920×1080 بكسلات. وقد أصبحت هذه الشاشات تتوفر بأسعار معقولة لتلبية متطلبات المستخدم العادي.
وتعمل شاشات 4كي في الاستخدامات المكتبية على توفير المزيد من الكفاءة والفعالية أثناء العمل، حيث تتيح استعمال الكثير من البرامج والتطبيقات متجاورة، مع العمل بجودة فائقة وبطريقة مريحة للعين، نظراً لأن النصوص والرموز الصغيرة يتم عرضها بوضوح فائق.
وقبل اتخاذ قرار شراء شاشة بدقة 4كي يجب على المستخدم التأكد من أن حاسوبه يدعم هذه التقنية التي تشترط توفر بطاقة رسوميات ذات كفاءة عالية.
وإذا كان استعمال الشاشات الفائقة الوضوح لن يقتصر على العمل فحسب، بل سيتم الاعتماد عليها في الاستمتاع بالألعاب وتحرير الصور أيضا، فعندئذ يجب أن يشتمل الحاسوب على مكونات صلبة (هاردوير) متطورة من الفئة العليا ذات التكلفة العالية غالبا.
وعند استخدام هذه الشاشة يجب التأكد من أن بطاقة الرسوميات تدعم المعايير الصحيحة، ومن الأفضل اختيار منفذ الشاشة “ديسبلاي 1.2” الذي يدعم أجهزة “ماك” الجديدة والعديد من بطاقات الرسوميات الحالية المخصصة لحواسيب ويندوز، وبالتالي فإنه يمكن في أغلب الأحيان نقل الصور بتردد 60 هيرتزا وبشكل خال من التشويش والاهتزازات.
وعند استعمال منفذ “أتش دي أم آي” فإنه يتعين على المستخدم الاقتصار على الإصدار 2.0 من هذا المنفذ رغم أنه لم يعد يدعم بعض شاشات 4كي وبطاقات الرسوميات منذ فترة طويلة.
ورغم أن بإمكان الإصدار السابق “أتش دي أم آي 1.4” نقل الصور الفائقة الوضوح، فإنه يعمل بتردد 30 هيرتزا فقط، وهو ما قد يتسبب في ظهور تشويش مزعج مع جميع أنواع الرسوم المتحركة، كما أن هذا المنفذ لا يوفر أي مزايا على الإطلاق عند تشغيل الألعاب، بحسب المحرر في مجلة “سي تي” الألمانية شتيفان بورتيك.
إلى جانب اختيار المنفذ الصحيح، يحتاج مستخدمو شاشات الوضوح الفائق إلى استعمال كابلات مناسبة. ومن الناحية النظرية يمكن استخدام جميع كابلات منفذ الشاشة “ديسبلاي” ومنفذ “أتش دي أم آي” الجديدة التي تعتمد المعايير 1.1 و1.4 حيث إنها تتمكن من نقل إشارات المعايير الجديدة 1.2 و2.0 رغم أن الممارسة العملية أظهرت أن هذه الكابلات قد لا تعمل في بعض الأحيان، وفقا لبورتيك.
كما يشير إلى أن كابلات الشركات الأخرى قد لا تعمل مع منفذي “ديسبلاي” و”أتش دي أم آي” على حد سواء، ولذلك فإن من الأفضل استخدام الكابل الذي يأتي مع الشاشة.
على صعيد البرامج يشير المحلل بشركة أبحاث السوق “آي دي سي” ميروسلاف سيكورا إلى أنه لم يتم إعداد وتطوير البرامج وأنظمة التشغيل للعمل على مثل هذه الشاشات حتى الآن، ولذلك فإن الأزرار والحروف والرموز غالباً ما ستظهر بحجم صغير جداً على الشاشات الصغيرة بقياس 24 بوصة والمزودة بتقنية الوضوح الفائق.
وللتغلب على هذه المشكلة يوفر نظام ويندوز وظيفة “التدرج” التي يمكن عن طريقها عرض كل العناصر بحجم أكبر بعض الشيء، ويضم نظام “أو إس أكس” لأجهزة ماك وظائف مشابهة. لكن مع ذلك فإن برامج الغرافيك ومعالجة النصوص قد تعاني من ظهور بعض العناصر بصورة غير واضحة أو مشوشة عند تفعيل وظيفة التدرج, كما أن بعض الألعاب لا تدعم دقة تزيد عن الوضوح الكامل (فل أتش دي).
ولهذا يرى سيكورا أن شاشات 4كي لا تزال توفر جودة أقل من الموديلات المزودة بدقة الوضوح الكامل (فل أتش دي) فيما يتعلق بعرض الألوان وزمن الاستجابة في نفس فئة الأسعار. ولذلك ينصح باللجوء إلى حل وسط وهو استخدام شاشات بدقة “كواد أتش دي” بدقة 2560×1440 بكسلا حيث إنها توفر في الوقت الحالي أفضل توليفة بين الكثافة العالية للبكسلات مع الأسعار المعقولة.
المصدر : الألمانية