تنمو شجرة أركان (argania) في جبال الأطلس المغربية، ولا يصلح الزيت المستخرج من ثمارها للأطباق الشهية فقط، بل أيضا لترميم الشعر ومحاربة التجاعيد، وتسعى دراسات حديثة لإثبات قدرته على علاج بعض أنواع السرطان.
ولا تزال حياة الكثير من الناس في القرى الأمازيغية المغربية على مشارف جبال الأطلس الصغير مرتهنة بشجرة أركان وثمارها النادرة. فالماشية التي يربيها سكان القرى هناك تعيش بالاعتماد على هذه الشجرة. ومن ثمارها تقوم النساء منذ القرن الثالث عشر باستخراج زيت أركان الشهير المسمى بالذهب السائل والذي يستخدم لصنع الطعام الشهي وإنتاج مستحضرات تجميل عديدة.
وتجمع ثمار شجرة أركان باليد، ثم يستخدم الحجر لفرز اللبّ عن القشرة. بعد ذلك يتم تحميص اللبّ وطحنه بالرحى لتصنيع العجينة التي تُعالج بالماء لفصل الزيت عن البقايا التي تستخدم كعلف للماشية.
ويتطلب استخراج لتر واحد من الزيت ستة أيام عمل. غير أن هناك طريقةً أخرى لاستخراجه آليا دون تحميص. وهي طريقة توفر الجهد، بيد أن الزيت الذي يتم استخراجه عن طريق الآلة يقتصر استخدامه على مستحضرات التجميل كما تقول فاطمة ميلا، المشرفة على آلة للعصر.
وتضيف ميلا أن الآلة تختصر الوقت كثيرا، لأنها تعطي لترا كل نصف ساعة، لكن أغلب الزبائن المغاربة يفضلون الزيت المعصور بالرحى، لأن له مذاقا طيبا ومتميزا عن المعصور بالآلة.
وتنمو شجرة أركان في المنطقة الممتدة بين مدينة أغادير المغربية وتندوف جنوبي الجزائر. وتوصف أركان بشجرة الحياة أو الشجرة السحرية، ويستخرج منها زيت يعد الأغلى سعرا في العالم. وقد قامت منظمة اليونسكو بتصنيف غابات أركان كمحمية طبيعية وتراث بيئي عالمي.
وتستخدم نساء القرى الزيت في تحضير الطباق التقليدية الشهية، كما تستعمله كبريات دور التجميل في العالم ضمن مكونات منتجاتها.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية قدرة الزيت على ترميم الشعر التالف، وترطيب البشرة ومحاربة التجاعيد، إضافة إلى احتوائه على نسب عالية من الأحماض الدهنية الأساسية، كـ”أوميغا 6″ و”أوميغا 9″ ومضادات الأكسدة ولا سيما فيتامين “هـ”.
وتعكف دراسات حديثة على إثبات قدرة الزيت على علاج بعض أنواع السرطانات، كسرطان الجلد نظرا لاحتوائه على مضادات أكسدة تصل إلى أكثر من سبعمائة ميليغرام في الكيلوغرام مقابل ثلاثمائة ميليغرام في زيت الزيتون مثلا.
المصدر : دويتشه فيلله