لاحظ أطباء في بريطانيا ظهور أعراض اضطراب “الكرب ما بعد الصدمة” التي يعانيها بعض المحاربين، على بعض متابعي الأخبار ومشاهد العنف والإنترنت.
وأثارت القضية اهتمام باحثين في جامعة برادفورد ودفعتهم إلى تقصي الوضع، فتوصلوا بعد مسح أجروه على نحو 190 شخصا، أن أكثر من 20% منهم ظهرت عليهم أعراض قوية لهذا المرض بسبب مشاهدة صور عنف على الإنترنت رغم أنهم لم يشاهدوها على أرض الواقع.
ويقول الأطباء إن مثل هذه الأحداث تحفز الجسم على حماية نفسه من الخطر أو تجنبه. وفي حالة “الكرب ما بعد الصدمة” يتغير رد الفعل أو ينعدم، ويشعر المصابون بالتوتر أو الخوف حتى عندما يبتعدون عن مكان الخطر.
وينبه الأطباء إلى خطورة آثار التوتر البعيدة المدى على جسم الإنسان، لأنها قد تؤدي -في حال إهمالها- إلى أمراض خطيرة مثل النوبات القلبية والجلطات والسكري والضعف الجنسي والعقم والأرق والعته والبدانة والقلق والكآبة، إضافة إلى أمراض القلب والسرطان والجهاز الهضمي.
ويركز الباحثون حاليا على الجينات التي لها دور في استرجاع الذكريات المرعبة ودراسة أجزاء الدماغ المتعلقة بمشاعر الخوف والتوتر لفهم آلية الدماغ في التعامل مع مثل هذه الحالات والتدخل طبيا إن أمكن لتقليل أعراض التوتر.
وصنف اضطراب “الكرب ما بعد الصدمة” مرضا في ثمانينيات القرن الماضي، ومن أعراضه استرجاع ذكريات الماضي واضطرابات في النوم وتغير في المزاج تستمر لمدة شهر بعد تعرض الشخص أو أحبائه لحادث صادم كانفجار أو اختطاف أو اغتصاب أو كارثة طبيعية أو تعرض للإساءة في مرحلة الطفولة.
المصدر : الجزيرة