أعادت دراسة حديثة الجدل بشأن الديناصورات، إذ أكدت أن هذه الحيوانات -التي تسيدت الأرض قديما- كانت من ذوات الدم الحار مثلها مثل ثديات العصر الحديث، ومثل الطيور التي تطورت عن ديناصورات صغيرة مغطاة بالريش قبل نحو 150 مليون عام.
ومنذ القرن التاسع عشر يثور جدل في الأوساط العلمية بشأن الديناصورات هل هي كائنات بطيئة تتحرك حركة وئيدة متثاقلة ومن ذوات الدم البارد كما كان يعتقد من قبل، أم أن لديها فسيولوجيا ذوات الدم الحار وأنها تعيش نمطا من الحياة أكثر نشاطا وحيوية.
واستعان عالم الأحياء القديمة مايكل ديميك من جامعة ستوني بروك في نيويورك بما خلص إليه باحثون آخرون العام الماضي من أن الديناصورات ليست من ذوات الدم الحار أو ذوات الدم البارد، وأن التمثيل الغذائي لديها يقع في منطقة وسطى.
وقال ديميك إن النقطة الجوهرية في دراسته هي أن الديناصورات التي خضعت للدراسة حتى الآن كانت في منطقة وسطى مثلها مثل الثديات ذوات الدم الحار التي تعيش بيننا اليوم. وأضاف أن دراسة أجريت في هذا الصدد عام 2014 أغفلت معدلات نمو الديناصورات وكان يتعين عليها تحليل البيانات الخاصة بالديناصورات من الوجهة الإحصائية داخل مجموعة بعينها مثل طيور العصر الحديث.
ويعتقد أن الطيور تطورت عن ديناصورات صغيرة مغطاة بالريش منذ نحو 150 مليون عام، وهي من ذوات الدم الحار.
ويطلق على الحيوانات ذوات الدم الحار مثل الطيور والثدييات أيضا اسم داخلية الحرارة، وتحتفظ هذه الحيوانات بدرجة حرارة جسمها بغض النظر عن حرارة الوسط الموجودة فيه. أما الحيوانات ذوات الدم البارد (أو خارجية الحرارة) فهي عكس ذلك ومنها البرمائيات والزواحف واللافقاريات ومعظم الأسماك.
وأجرى الباحثون في دراستهم العام الماضي تقييما للتمثيل الغذائي لدى 21 نوعا من الديناصورات باستخدام معادلة تعتمد على كتلة الجسم ومعدلات النمو التي تبينها حلقات النمو في عظام حفريات تمت للديناصورات بصلة قرابة في شجرة العائلة.
ومن بين الأنواع التي خضعت للدراسة مفترسات مثل ديناصور “تيرانوصور ركس” والديناصورات الطويلة العنق وذات المنقار الشبيه بالبط من آكلة الأعشاب وغيرها. وقارن العلماء هذه المعلومات ببيانات خاصة بثدييات تعيش في العصر الحديث وطيور وأسماك وزواحف. وأعاد ديميك تحليل البيانات نفسها وصولا إلى استنتاجاته التي أوردتها دورة “ساينس” العلمية.
وفيما كان يعتقد أن الحيوانات البرية من ذوات الدم الحار مثل الثدييات والطيور لم تصل قط إلى حجم الديناصورات الضخمة، قال ديميك بهذا الخصوص إن معظم الديناصورات لها عظام مجوفة مملوءة بالهواء في هيكلها العظمي وربما كانت لها فجوات هوائية كبيرة في أجزاء أخرى من الجسم مثل طيور العصر الحديث، مضيفا أن ذلك أتاح نظاما طبيعيا للتهوية لأجسامها مما جعلها لا تشعر بزيادة درجات الحرارة داخل أجسامها.
من جانب آخر اعترض واضعو دراسة العام الماضي أمس على نتائج ديميك. وقال عالم الأحياء بجامعة “نيومكسيكو” جون جرادي “لا نوافق على انتقاداته ونؤكد أن نتائجنا الأصلية قائمة”، مضيفا “توضح مقارنة نمو الديناصور بمشاهدات معدلات النمو للفقاريات الحالية بجلاء أن الديناصورات التي لم تنشأ عنها الطيور ذات تمثيل غذائي متوسط”.
المصدر : دويتشه فيلله,رويترز