كشفت دراسة أمريكية، أُجريت فى 188 بلدًا، واستمرت 23 عامًا، عن 5 أمراض رئيسية قالت إنها “غير مميتة تتسبب فى إصابة ثلث سكان العالم أو ما يعادل 2.3 مليار شخص بالعجز والاعتلالات الصحية”.
وقال باحثون في معهد القياسات الصحية والتقييم، بجامعة واشنطن الأمريكية، في دراستهم التي نشروا نتائجها اليوم الإثنين، بمجلة “لانسيت” العلمية، إن دراستهم تعد أكبر وأهم تحليل مفصّل لتحديد مستويات وأسباب الاعتلالات الصحية والعجز بين المواطنين في جميع أنحاء العالم، بين عامي 1990 و 2013.
وأضاف الباحثون أن الأمراض الخمسة الرئيسية التى تتسببت فى إصابة ثلث سكان العالم بالعجز، هى آلام أسفل الظهر، والاكتئاب، وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وآلام الرقبة، وفقدان السمع المرتبط بتقدم العمر.
كما كشفت الدراسة عن أن هناك أيضًا زيادة مذهلة في فقدان الصحة المرتبطة بمرض السكري (بزيادة قدرها 136٪)، ومرض الزهايمر (زيادة 92٪)، والتهاب المفاصل (زيادة 75٪).
وحلل الباحثون بيانات 35 ألفاً و620 مصدرًا للمعلومات عن الأمراض فى 188 بلدًا حول العالم، بين عامي 1990 و 2013، للكشف عن أكثر الأمراض التى تشكل عبئًا كبيرًا على النُظم الصحية للدول، وشملت البيانات مراقبة 301 مرض مزمن.
ومن بين الدول التي أُجريت فيها الدراسة، الولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك، ونيكاراغوا، وبنما، وفنزويلا، وكمبوديا، ورواندا، وفيتنام، والمملكة العربية السعودية.
وأشار الباحثون إلى أنه في عام 2013، شكلت الاضطرابات العضلية الهيكلية (آلام الظهر، آلام الرقبة، والتهاب المفاصل)، والاضطرابات العقلية (اضطرابات الاكتئاب، القلق، وتعاطي المخدرات والكحول) ما يقرب من نصف مسببات العجز في جميع أنحاء العالم.
وقال الدكتور “ثيو فوس”، قائد فريق البحث، وأستاذ الصحة العالمية في معهد القياسات الصحية والتقييم إن “ارتفاع نسب الأمراض غير المميتة والتى تسبب عجزاً للأشخاص، يشكل دليلاً إضافيًا على أهمية إيلاء تلك الأمراض الاهتمام اللازم، لارتفاع الخسائر الصحية الناجمة عنها، وأهمها الإعاقة والعجز، وليس مجرد التركيز على الحد من الوفيات”.
وأضاف أن “هناك أسباب رئيسية لفقدان الصحة يمكن الوقاية منها مثل اضطرابات العضلات والعظام والاضطرابات النفسية والسلوكية، لكنها لا تلقى الاهتمام اللازم من الأنظمة الصحية، وهذا يتطلب تحولاً في الأولويات الصحية في جميع أنحاء العالم”.
وطن اف ام