سوق بيتوا، بلدة شمالي الكاميرون، يشهد إقبالا كبيرا على مادة البصل الذي يتمتع بشعبية كبرى في صفوف المتسوقين، لا سيما وأنه يشكل منتوجا ساهم في التعريف بهذه المنطقة حيث يعيش المزارعون بفضل إنتاج هذه الخضروات، يسوقونها محليا وحتى إلى بعض دول الجوار.
على بعد 10 كيلومترات من مدينة غاروا شمالي الكاميرون، يفد عدد كبير من الزوار من جميع أصقاع البلاد، من جنوبها (ياوندي و دوالا) ومنطقة أقصى الشمال ولكن أيضا من إفريقيا الوسطى ونيجيريا و التشاد و الكونغو برازافيل على ما يشبه الساحة الكبرى تظللها الأشجار والسقائف للتزود بما تعرف به هذه البلدة الكاميرونية، مادة البصل.
ولهذه الخضروات التي لا غنى عنها في مطبخ بلدة بيتوا الصغيرة، مذاق مميز وجودة لا لها مثيل في المنطقة، بحسب شهادات المتسوقين.
مزارعو المنطقة المتمركزين في منطقة وادي جبل تينغيلين، يفسرون خصوصية بصل بيتوا بجودة الأرض وبمناخ البلدة الذي يجعل منه مادة متوفرة في موسم الأمطار كما في موسم الجفاف حيث ينبت أجود أنواع البصل، يقول موسى احد المزارعين للاناضول.
ويتميز بصل موسم الجفاف بلونه المائل إلى الحمرة، فيما لون بصل موسم الجفاف ابيض ويتعرض للتلف بشكل سريع، كما تؤكد أستا صاحبة مطعم ببيتوا بأن “بصل موسم الجفاف يتميز بحجمه الصغير و بمذاقه الطيب”، وذلك ما يفسر تدفق عدد كبير من تجار البصل القادمين من الغابون والتشاد وجنوبي الكاميرون على بيتوا في هذا الموسم.
وتختلف أسعار البصل بين الفترتين، إذ يرتفع سعر كيس منه زنة 110 كغ، إلى ما بين 35 الف و 40 ألف فرنك إفريقي (ما بين 70 و 80 دولار) مع وفود عدد كبير من التجار من خارج الحدود، فيما ينزل السعر إلى 20 الف فرنك إفريقي (40 دولار) في موسم الأمطار.
ومع كل أسبوع، يحمل مزارعو بيتوا بضاعتهم إلى سوق على العربات و الدراجات النارية والهوائية أو على ظهر الحمير.
ولا يقتصر إنتاج البصل على بلدة بيتوا فحسب، بل يفد أيضا من المدن القريبة على غرار ماروا و كايلي، ولكن منتجي هذه المدن لا يترددون في القدوم أسبوعيا على بيتوا لبيع منتجاتهم على متن شاحنات كبرى.
وفور وصولها إلى المدينة، تباع كميات البصل إلى وسطاء تجاريين يشترون السلع ثم يفرطون بها بالبيع على “الزبائن المهمين” لترحل مئات الشاحنات يوميا محملة بمئات الكيلوغرامات من البصل لبيعها في كامل البلاد.
وفضلا عن كونه مادة لا غنى عنها في المطبخ المحلي، تستهلك كميات كبيرة من البصل على عين المكان في الساحة المحاذية للسوق حيث ينتشر باعة لحم الخرفان و البقر والماعز المشوي المرفوق بالبصل، يختم بكأس من الشاي، يجتذبون المئات من الزوار كل يوم أحد في بلدة بيتوا الصغيرة.
الاناضول