سيشهد العام المقبل وصول نظارة الواقع المعزز “هولولينس” من شركة مايكروسوفت، التي تقوم بإسقاط صور ثلاثية الأبعاد بطريقة “الهولوغرام” أمام عين المستخدم.
وتعتبر الألعاب من التطبيقات المنتظر من “هولولينس” تشغيلها، حيث استعرضت مايكروسوفت قدرة نظارتها على تشغيل لعبة “ماينكرافت” خلال فعاليات معرض “إي 3” للترفيه الإلكتروني الذي أقيم الشهر الماضي، إلا أن الشركة تروج أيضاً لقدرة نظارتها على تقديم الخدمات في مجالات أكثر أهمية، وتحديدا عالمي الألعاب والأعمال.
وعلى الرغم من التكلفة المرتفعة لنظارة هولولينس وحداثة عهد مثل هذه التقنيات، يرى مراقبون أنها تمتلك فرصة جيدة لإعادة تعريف مفهوم الحوسبة الشخصية.
من المعروف أن الإنسان يرى الأجسام المحيطة به بفضل الضوء المنعكس عنها والذي تلتقطه العين، ليتولى الدماغ بناء صورة للمشهد المحيط بالمستخدم، وفي حالة نظارة هولولينس فإنها تخدع الدماغ من خلال تسليط الضوء مباشرة على العين بالشكل الذي يجعل من المجسمات ثُلاثية الأبعاد تبدو للمستخدم وكأنها موجودة في العالم الفيزيائي المحيط به.
فمثلاً، تقوم النظارة بإسقاط الضوء على عين المستخدم ليبدو له حائط غرفته وكأنه يضم ما يشبه شاشة العرض، وحتى مع تنقل المستخدم داخل الغرفة وتحريكه لرأسه، تبقى الشاشة الافتراضية في ذات المكان، كأي شاشة عرض حقيقية، حيث تسلط “هولولينس” الأضواء على العين بالشكل الذي يقنع المستخدم بأن هذه الشاشة موجودة فعلا على الحائط.
وعلى عكس خوذ الواقع الافتراضي مثل “أوكيولوس رِفت” التي تحتاج إلى حاسوب بمواصفات متقدمة لتعمل بالشكل المطلوب، فإن هولولينس أشبه بالحاسوب المستقل، حيث تضم وحدة معالجة مركزية خاصة بها، ووحدة معالجة رسوميات، إلى جوار ما تسميه مايكروسوفت بوحدة معالجة هولوغرامية، وهي الوحدة المسؤولة عن كافة الحسابات الضرورية لتشكيل المجسمات ثُلاثية الأبعاد.
ولكونها أشبه بالحاسوب المستقل، تأتي هولولينس ضخمة بعض الشيء، مما يجعل من غير المناسب ارتداؤها في الأماكن العامة، الأمر الذي يحد من فعاليتها، وهي مشكلة قد يتم تداركها خلال الإصدارات المستقبلية من النظارة، لتبدو أشبه بالنظارة التقليدية من حيث الوزن والحجم، مما يسمح للمستخدم بالاستفادة منها طيلة الوقت.
ومن وجهة نظر المستهلك، تتنوع تطبيقات هولولينس على الرغم من محدوديتها في الإصدار الأولي، فمثلا، وبفضل اقتناء هذه النظارة لن يضطر المستخدم إلى شراء تلفاز، فببساطة، تقوم “هولولينس” بإسقاط شاشة افتراضية على الحائط وفقا للقياس الذي يريده.
وفي حال توفرت الإصدارات المستقبلية من النظارة بأحجام مناسبة، يمكن للمستخدم ارتداؤها أثناء قيادته السيارة على سبيل المثال، لتقوم بإسقاط الاتجاهات لتظهر للمستخدم وكأنها مرسومة على الشارع نفسه، وليس على شاشة جانبية.
وفي مجال الأعمال، تسمح هولولينس بعرض النماذج ثلاثية الأبعاد في المختبرات والاجتماعات، كما يمكنها أن تقدم المساعدة للمستخدم أثناء رغبته بشراء أثاث جديد لمنزله من خلال عرضها للحالة التي سيبدو عليها المنزل بعد وضع قطع الأثاث في أماكنها.
وتعمل النظارة بنظام التشغيل ويندوز 10، وبالتالي فإنها قد تكون وجهة مثالية لمطوري التطبيقات المختلفة، مما يمهد الطريق لاستخدامها في المستقبل لأداء مختلف المهام في المنزل والعمل، ولأن تشكل بديلا للحواسيب التقليدية بل والهواتف الذكية.
المصدر : البوابة العربية للأخبار التقنية