توصلت دراسة حديثة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية المُجهدة، واتباع نظام غذائي صحي، والامتناع عن التدخين، هي عوامل تؤدي جميعها إلى التقليل بشكل كبير من خطر إصابة الرجال بسرطان البروستات العدواني.
تقول المُعدة الرئيسية للدراسة ستيسي كينفيلد، الأستاذة المساعدة بقسم أمراض الكلية بجامعة كاليفورنيا: “يبدو إنه بالإمكان تجنّب حدوث نصف حالات الإصابة بسرطان البروستات المميت إذا التزم الرجال فوق سن الستين من العمر بخمس عادات صحية على الأقل”
وبحسب الباحثة ستيسي، فإن معظم حالات سرطان البروستات لا تنتشر إلى بقية أعضاء الجسم ولا تكون مهددة للحياة، إلا أنها تكون مميته بالنسبة لبعض الرجال، لأنها تؤثر في عظامهم وأعضائهم الأخرى.
قام فريق الباحثة كينفيلد بتحرّي ما إذا كانت أنماط الحياة الصحية تُساعد على وقاية الرجال من الإصابة بالشكل العدواني من سرطان البروستات. ولأجل ذلك قام الباحثون بتحليل بيانات دراستين ضخمتين سابقتين اشتملتا على أكثر من 62 ألف رجل تتراوح أعمارهم بين 40 و 48 سنة لا توجد بيهم أية حالة إصابة بسرطان البروستات، ومن ثم تتبع هؤلاء الرجال لمدة 20 سنة.
جرى إعطاء نقطة واحدة لكل مشارك عن كل عادة صحية يقوم بها، مثل التمارين الرياضية المجهدة، أو النظام الغذائي الغني بالأسماك الدهنية أو الطماطم، أو الوارد الأدنى من اللحوم الحمراء، أو انخفاض مؤشر كتلة الجسم.
وفي أثناء فترة الدراستين، جرى تشخيص 913 حالة إصابة بسرطان البروستات المميت بين الأفراد المشاركين فيها. وقد لاحظ الباحثون أن الرجال الذين حصلوا على خمس أو ست نقاط من خلال ممارسة تمارين مجهدة أو اتباع أنماط حياة وعادات صحية قد انخفض لديهم خطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 38 في المائة في الدراسة الأولى، وبنسبة 68 في المائة في الدراسة الثانية.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في مجلة المعهد الوطني للسرطان Journal of National Cancer Institute.
تقول كينفيلد: “من المثير حقاً رؤية كيف أن التمارين الرياضية المجهدة كان لها الدور الأكبر في الوقاية من الإصابة بسرطان البروستات المميت. لقد قمنا بحساب معدل الخطر الذي يمكن تفاديه بالنسبة للرجال الأمريكيين فوق عمر الستين، ووجدنا بأنه يمكن تفادي 34 في المائة من حالات الإصابة بالسرطان فيما لو قام جميع الرجال بممارسة تمارين مجهدة إلى درجة التعرّق لثلاث ساعات أسبوعياً على الأقل”.
وعند أخذ عامل النظام الغذائي لوحده، فقد وجد الباحثون بأن الرجال الذين التزموا بثلاث عادات صحية قد انخفض لديهم معدل الإصابة بسرطان البروستات المميت بنسبة تتراوح بين 30-46 في المائة، وذلك بالمقارنة مع الرجال الذين لم يلتزموا بأيّة عادة صحية.
كما وجدت الدراسة بأن تناول سبع حصص من الطماطم أسبوعياً يُقلل من خطر الإصابة بالشكل المميت من سرطان البروستات بنسبة 15 في المائة.
كما وجد الباحثون أيضاً أن تناول حصة واحدة من الأسماك الدهنية أسبوعياً يُقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستات المميت بنسبة 17 في المائة، وأن تجنب اللحوم المُعالجة يُقلل من الخطر ذاته بنسبة 12 في المائة، وأن الإقلاع عن التدخين يُقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 3 في المائة.
من الجدير ذكره، أن النتائج السابقة هي عبارة عن مجرد ارتباطات بين عوامل مختلفة وخفض معدل الإصابة بسرطان البروستات، ولا تعني وجود علاقة سبب ونتيجة بينها.
يُذكر أن الجمعية الأمريكية للسرطان قدرت أعداد الرجال الذين سيموتون من جرّاء الإصابة بسرطان البروستات في العام 2015 بحوالي 27540 مريضاً.