أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ البدَانةَ أو السكَّري في أثناء الحمل قد يُؤثِّران في صحَّة القلب عند الجنين، ولكن تبقى تأثيراتُ تلك التغيُّرات غيرَ واضِحة حتى الآن. اشتَملت الدِّراسةُ على 82 امرأةً في الحمل يُعانِينَ من السكَّري، كان من بينهنَّ 26 امرأةً يُعانِينَ من البدَانةِ، بينما كانت 70 امرأةً بصحَّة جيِّدةٍ. وجدَ الباحِثون أنَّ عضلةَ القلب عند أجنَّة النِّساء البديناتِ واللواتي يُعانِينَ من السكَّري أظهرت تغيُّراتٍ لم تُشاهَد عند أجنَّة النِّساء السليمات،
وظهرت تلك التغيُّراتُ فقط عندَ استِخدام نوع خاص من التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة للقلب، يُسمَّى تخطِيط صدَى القلب echocardiography. قالَ الباحِثون إنَّ التغيُّرات لم تُشاهَد باستِخدام الطريقة المعياريَّة لتخطيط صدى القلب.
يجب اعتِبارُ النتائج التي تُقدَّم في اللقاءات العلميَّة أوليَّةً، إلى غاية نشرها في مجلاتٍ طبيةٍ مُحكَمةٍ.
قالت مُعِدَّةُ الدِّراسة الدكتورة أبارنا كولكارني، اختِصاصيَّة طبّ القلب عند الأطفال في مركز مونتيفيور الطبِّي/نيويورك: “لا ريبَ في أنَّ السكَّري والبَدانة من أكثر المشاكل الصحيَّة انتِشاراً في أيامنا هذه، وأنا أرى الكثيرَ من الأمَّهاتِ اللواتي يُعانينَ من واحِدةٍ أو من هاتين الحالتين معاً، ويرغبنَ في معرفة ما إذا كانت هناك أيَّة تأثيرات لهما في صحَّة القلب لدى أجنَّتهنَّ”.
“ربَّما تكون هذه النتائِجُ مهمَّةً، ولكن نحن لا نريد أن تشعرَ الأمَّهات الحوامِل اللواتي يُعانِينَ من السكَّري أو البَدانة بأنَّ هناك خطراً أكيداً على صحَّة أجنتهنَّ؛ إذ نحتاجُ إلى المزيد من المعلومات حول تأثير السكَّري والبدانة عند الأم في صحَّة الصغير من بعدِ الوِلادة، قبل أن نخلُصَ إلى استنتاجاتٍ مُحكمةٍ حول المضامين بالنسبة إلى صحَّة الصِّغار”.
“نحتاج إلى المزيد من الأبحاث لتحدِيدِ متى تظهر تلك التغيُّراتُ في عضلة القلب في أثناء الحمل، وما إذا كانت هناك طريقةٌ للوِقاية منها، أو إن كانت تلك التغيُّرات ستُؤثِّرُ في صحَّة القلب في مراحِل لاحقة من حياة الصِّغار”.
“سنعمل على مُتابعة حالات الصِّغار بهدف تفحُّص صحَّة القلب لديهم عندَ بلوغهم العام الأوَّل من العُمر، وسيُساعِدنا هذا على تحديد ما إذا كانت الحالاتُ غير الطبيعيَّة في عضلة القلب ستستمرّ، وفي حال حدثَ هذا، سنتفحَّص ما هي إمكانيَّة أن تزدادَ سوءاً”.