علوم وتكنولوجيا

هل يُمكن عرقلة مسارات الألم عند الإنسان؟

قالَ باحِثون إنَّهم تحرَّوا عن سُبل الألم عند البشر، وإنَّ ما توصَّلوا إليه يُمكن أن يُؤدِّي إلى ابتِكار مُسكِّنات للألم ذات فعَّالية خارِقة – إن صحَّ التعبير. تفحَّصَ الباحِثون قناةً للصوديوم تُمارِس دوراً رئيسيَّاً في نقل إشارات الألم إلى الدِّماغ، وأرادوا معرِفةَ ما إذا كانت عرقلةُ أو لجمُ تلك القناة تُساعِد على تسكين الألم المُزمِن.

 

قالَ الباحِثون إنَّ الحيوانات والبشر، الذين يُولَدون بطفرةٍ في الجِينة SCN9A، لا يشعرون بالألم، حيث تجعلهم هذه الطفرةُ يفتقِرون إلى شكل مؤثِّر من قناة مُعيَّنة للصوديوم في الأعصاب الحسيَّة التي تنقل إشارات الألم إلى الدِّماغ.

نوَّه مُعِدُّو الدِّراسة إلى أنَّ هذا البحثَ حول البشر وفئران المُختبرات يُمثِّلُ خطوةً مُتقدِّمة في التحرِّي عن الأسباب التي تحول دُون شعُور من لديهم طفرة في الجينة SCN9A بالألم، ويبدو أنَّ الافتِقارَ إلى قناة الصوديوم المذكورة سابقاً يُؤدِّي إلى زِيادةٍ في إنتاج مُسكِّناتٍ للألم أفيونيَّة المفعُول تظهر بشكلٍ طبيعيّ في البدَن.

قالَ الباحِثون إنَّه، في حال ابتُكِرت أدوية قادِرة على عرقلة أو لجم قناة الصوديوم، ربَّما تحمِل تلك الأدويةُ شيئاً من خصائِص تسكين الألم التي لُوحِظت عند من لديهم طفرة في الجينة SCN9A؛ وأضافوا أنَّه يُمكِنُ استِخدامُ مثل هذه الأدوية في مُعالجة طيفٍ واسِعٍ من حالات الألم المُزمِن؛ وعلى الأرجح ستحتاج هذه الأدويةُ إلى تعزيز من خلال أدوية أفيونيَّة أخرى.

يجب التنويهُ إلى أنَّ هذه الدِّراسةَ لا تزال في مرحلة مُبكِّرة، وبذلك نحتاج إلى الانتظار لفترة من الزمن قبلَ أن تُؤدِّي نتائجها إلى ابتكار توليفة جديدة من الأدوية المُسكِّنة للألم.

زر الذهاب إلى الأعلى