علوم وتكنولوجيا

هل ينفع باراسيتامول في عِلاج الأنفلونزا؟

بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ دواء باراسيتامُول paracetamol لا يُخفِّف من أعراض الأنفلونزا، وأنَّ هذا المُسكِّنَ للألم المُستخدَم على نِطاقٍ واسِع لا يُساعِد على التغلُّب على التأثيراتِ العامَّة للعدوى. تفحَّصَ الباحِثون ما إذا كان لباراسيتامُول أيّ تأثيرٍ في كميَّة فيروس الأنفلونزا في بدن المريض (الحِمل الفيروسيّ).

 

يجب التنويهُ إلى أنَّ بارسيتامُول لم يُصمَّم بالأساس لِعلاج أعراض الأنفلونزا، بل للتخفيف منها، وهُو ليس عِلاجاً لأيَّة عدوى كامِنة.

اشتَملت الدِّراسةُ على 80 مُشارِكاً، وضعهم الباحِثون ضمن مجموعتين: تضمَّنت المجموعةُ الأولى 40 مُشارِكاً طلب الباحِثون منهم تناوُلَ باراسيتامُول؛ بينما تضمَّنت المجموعةُ الثانية نفسَ العدد، ولكن طلب منهم الباحِثون تناوُلَ دواء وهميَّ (مجمُوعة المُقارنة). تابَع الباحِثون حالات المُشارِكين لخمس سنوات، وسجَّلوا الحِملَ الفيروسي عند كل مريض، بالإضافة إلى تسجيل درجة حرارة البدن وغير ذلك من أعراض الأنفلونزا.

كما قدَّم الباحِثون أيضاً لأفراد المجموعتين معاً، دواءً مُضادَّا للأنفلونزا يُسمَّى أوسيلتاميفير oseltamivir، ومُسكِّناً إضافيَّاً للألم عندَ الحاجة، ولكنَّهم لم يجِدوا أيّ اختِلاف بين المجموعتين بالنسبة لأي عواقب.

يُستخدَم باراسيتامُول بالأساس لِعلاج الحُمَّى والألم الخفيف، وليس لعِلاج العدوى. لم يتفحَّص الباحِثون العواقبَ بالنسبة إلى الحُمَّى والألم الخفيف، نظراً إلى أنَّ الدِّراسةَ لم تُصمَّم لهذا الغرض، ناهيك عن أنَّها كانت صغيرةٌ بالنسبة إلى عدد المُشارِكين، ولا يُمكنها أن تتحرَّى عن اختِلافات مهمَّة بين المجموعتين.

تُمهِّد هذه الدراسةُ الطريقَ أمام إجراء المزيد من الأبحاث حول المسألة؛ ولكن نظراً إلى أنَّ العديدَ من الدِّراسات الأخرى خلُصت إلى نتائج مُعاكِسة، يُمكننا القول إنَّه من المُبكِّر جداً التفكيرُ بتغيير التوصيات المُستخدَمة حالياً حول عِلاج أعراض الأنفلونزا.

زر الذهاب إلى الأعلى