أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الأجهِزةَ، التي تعمل باللَّمس، قد يكون لها دورٌ في تقييم نماء الطفل، نظراً إلى أنَّ الصِّغارَ في العام الثاني من العُمر يُظهِرون مهارةً في استخدام أجهزة الهاتف الذكيَّة والألواح الرقميَّة التي تعمل عن طريق لمس الشاشة.
قالت المُشرِفةُ على فريق الباحِثين الدكتورة ديردري موراي، من قسم طبّ وصحَّة الأطفال في مستشفى جامعة كورك: “تُقدِّمُ التطبيقاتُ، التي تشتمِل على شاشة تفاعليَّة عن طريق اللمس، مُستويات من المُشارَكة لم تكن موجودةً سابقاً في الأشكال الأخرى من وسائل الإعلام، وهي أكثر شبهاً بالألعاب التقليديَّة؛ ممَّا يفتح المجالَ أمامَ استِخدام تلك الأجهزة لتقييم نماء الطفل، وفي نفس الوقت للتدخُّل المُبكِّر بالنسبة إلى الأطفال الذين يُواجِهون زِيادةً في الخطر”.
قالَ الباحِثون إنَّهم توصَّلوا إلى النتائج من خِلال أسئلة أجابَ عنها آباء أطفالٍ تراوَحت أعمارُهم بين 12 شهراً و 3 أعوام، وكانت نسبة 57 في المائة من الأولاد.
قدَّم الآباء معلوماتٍ حول الفترة التي استخدم فيها أطفالُهم الأجهزةَ التي تعمل باللمس يوميَّاً، وما إذا تمكَّن الطفلُ من إلغاء قفل الشاشة من دون مساعدة، أو الانتقال بين الصور أو الصفحات، والتعرُّف إلى تطبيقاتٍ أو ألعاب مُعيَّنة والتفاعل معها.
وجدَ الباحِثون أنَّ 82 في المائة من الآباء امتلكوا أجهزةً تعمل باللمس، مثل الهواتِف الذكيَّة أو الألواح الرقميَّة، وأنَّ 87 في المائة من هذه الشريحة سمحوا لأطفالهم باللعب بتلك الأجهِزة بمُعدَّل 15 دقيقة في اليوم، وأنَّ 62 في المائة منهم قاموا بتحمِيل تطبيقات كان القصدُ منها هو استِخدامها من قِبَل أطفالهم.
كما وجدَ الباحِثون أيضاً أنَّ 91 في المائة من الآباء، الذين امتلكوا أجهزةً تعمل باللَّمس، قالوا إنَّ أطفالَهم تمكَّنوا من الانتِقال بين الصور والصفحات، وقالت نسبة 50 في المائة إنَّ أطفالَهم استطاعوا إلغاءَ قفل الشاشة، وقالت نسبة 64 في المائة إنَّ أطفالَهم حاولوا البحثَ عن سِماتٍ مُعيَّنة خاصَّة بالشاشة التي تعمل باللمس. وبشكلٍ عام، كان أداءُ هذه الشريحة من الأطفال بالنسبة إلى هذه المهارات الثلاث بارِعاً في عُمر 24 شهراً.
قالَ مُعِدُّو الدِّراسة إنَّ الأطفالَ، بُمتوسِّط عُمر 25 شهراً، تمكَّنوا من التعرُّف إلى السِّمات الشخصيَّة للأجهزة التي تعمل باللمس واستخدامها، وإنَّ الأطفالَ في عُمر 12 شهراً كان استخدامُ الشاشات التي تعمل باللمس أمراً عاديَّاً بالنسبة إليهم.
نوَّهَ الباحِثون إلى أنَّ الأكاديميَّةَ الأمريكيَّة لأطباء الأطفال تنصح بعدم مُشاهدة التلفاز للأطفال دُون العام الثاني من العُمر، ولكن جاءت هذه التوصياتُ في العام 1999، أي قبل ابتِكار الأجهزة التي تعمل باللمس، والتي قد يكون لها تأثيرٌ مُختلِف في نموِّ أدمِغة الأطفال.
قال مُعِدُّو الدِّراسة إنَّ هناك فعلياً العديد من التطبيقات المُصمَّمة للرُضَّع والصغار، ولكن لا تُوجد تشريعاتٌ حول الجُودة والقيمة التعليميَّة أو السلامة فيها.
المصدر : kaahe