علوم وتكنولوجيا

الفقد الكلي للأسنان يرتبط مع زيادة في خطر الأمراض القلبية

توصَّلت دراسةٌ حديثة إلى أنَّ معدَّلات الوفاة بين مرضى القلب، الذين فقدوا كاملَ أسنانهم، تزيد بنسبة الضعف على نظيرتها لدى مرضى القلب الذي لا يزالون يحتفظون بكامل أسنانهم. يقول الباحثون إنَّ أمراضَ اللثة هي السبب الأكثر شيوعاً لفقد الأسنان، ويُعتقد بأنَّ الالتهابَ المرتبط بأمراض اللثة يمارس دوراً في تضيُّق الشرايين.

 

تقول المُعدّةُ الرئيسية للدراسة الدكتورة أولا فيدين، اختصاصية أمراض القلب بمستشفى جامعة أبسالا في السويد: “على الرغم من أنَّنا نجهل ما إذا كانت العلاقةُ بين العناية بالأسنان وتراجع خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية هي علاقة سبب ونتيجة أم لا، إلاَّ أنه من المؤكَّد وجود صلة ما بين كلا العاملين”

اشتملت الدراسةُ على أكثر من 15 ألف شخص مصاب بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية في 39 بلداً، وجرى تقييمُ حالة الفقد السنّي لديهم ومتابعتهم لفترة متوسطة بلغت 3,7 سنوات.

وقد وجدت الدراسةُ بأنَّ الأشخاصَ، الذين يمتلكون العددَ الأقل من الأسنان، كانوا الأكبرَ سناً، ومن المدخِّنين، والإناث، والأقل نشاطاً، والمصابين بداء السكَّري وارتفاع ضغط الدم، والبدينين، وغير المثقفين.

وخلال فترة المتابعة، جرى تسجيلُ أكثر من 1500 واقعة كبرى، ونقصد بذلك إما حالة وفاة ناجمة عن الإصابة بمرض قلبي وعائي، أو إصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، بالإضافة إلى 1120 حالة وفاة لأسباب أخرى.

وبعدَ تحييد بعض العوامل، استنتج الباحثون أنَّ كلَّ مستوى من الخسارة السنية يرتبط مع زيادة مقدارها 6 في المائة في خطر حدوث واقعة قلبية وعائية كبرى، وزيادة مقدارها 15 في المائة في خطر الوفاة من الحوادث القلبية الوعائية والأسباب الأخرى.

كما وجد الباحثون أنَّه، بالمقارنة مع المرضى الذين لا يزالون يحتفظون بجميع أسنانهم، فإنَّ المرضى الذين فقدوا جميعَ أسنانهم يزداد لديهم خطر حدوث واقعة قلبية وعائية كبرى بنسبة 27 في المائة. كما وجد الباحثون أنَّ فقدَ الأسنان الكلِّي كان مرتبطاً بزيادة مقدارها 85 في المائة من خطر الوفاة نتيجة إصابة قلبية وعائية، وزيادة مقدارها 81 في المائة من خطر الوفاة لأي سبب، وزيادة مقدارها 67 في المائة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

من الجدير ذكره أنَّ الدراسةَ وجدت صلةً بين الصحة السنية وصحة القلب، ولكنها لم تُثبت ذلك من خلال علاقة سببٍ ونتيجة.

تقول الدكتورة فيدين: “لقد كانت الزيادةُ في معدَّلات الخطر تدريجية، وبلغت حدَّها الأقصى عند المرضى الذين فقدوا أسنانهم بالكامل”

وتشرح فيدين ذلك بالقول: “على سبيل المثال، كان خطرُ الوفاة جراء الإصابة بمرض قلبي وعائي أو غيره من الأسباب أكبرَ بمقدار الضعفين عند الأشخاص الذين فقدوا أسنانَهم بالكامل. ومن المعروف أن كلاً من المرض القلبي والمرض اللثوي يشتركان بعوامل خطورة متعدِّدة، مثل التدخين والسكري، إلا أننا قمنا بتحييد هذه العوامل في دراستنا، ووجدنا علاقةً مستقلة على ما يبدو بين كلٍّ من الصحَّة الفموية وصحة القلب”.

وأضافت فيدين بأنه بين المشاركين في الدراسة، كان حوالي 16 في المائة قد خسروا جميعَ أسنانهم، و 40 في المائة منهم خسروا نصف عدد أسنانهم.

“لقد اعتمدت دراستُنا على المراقبة، ولذلك فمن غير الممكن أن نخلص إلى استنتاج بأنَّ المرضَ اللثوي يؤدي مباشرةً إلى تأثيرات سلبية عند مرضى القلب. ولكن، يمكننا في المقابل اعتبار الفقد السني كمؤشِّر سهل وغير مكلف للتعرّف إلى المرضى الذين يواجهون زيادةً في المخاطر، ويحتاجون إلى تكثيف جهود الوقاية لديهم”

المصدر : kaahe

زر الذهاب إلى الأعلى