التهابُ الكبد سي hepatitis C عدوى فيروسيَّة تُصيب الكبد، لكنَّ المصابين بهذا الفيروس قد يزداد لديهم خطرُ داء باركنسون، مثلما يشير تقريرٌ جديد. قال معدُّ الدراسة الدكتور تشيا هونغ كاو، من كلية الطبّ في الجامعة الصينية تايتشونغ، في تايوان “تمارس عدَّةُ عوامل دوراً واضحاً في حدوث داء باركنسون، بما في ذلك العواملُ البيئيَّة”.
“تشير هذه الدراسةُ الوطنية، والمعتَمَدة على قواعد بيانات أبحاث التأمين الصحِّي الوطنية في تايوان، إلى أنَّ التهابَ الكبد الناجم عن الفيروس سي بشكلٍ خاص يمكن أن يزيدَ من خطر الإصابة بداء باركنسون”.
ولكنَّ الارتباطَ المشاهَد في هذه الدراسة لا يبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة؛ ولذلك، لابدَّ من مزيد من الأبحاث لاستكشاف هذه العلاقة.
في هذه الدراسة، قام الباحثون بتقسيم 50 ألف مصاب بالتهاب الكبد تقريباً إلى ثلاث مجموعات: 71 في المائة كانوا مصابين بالتهاب الكبد بِي، و 21 في المائة كانوا مصابين بالتهاب الكبد سي، و 8 في المائة كانوا مصابين بكليهما. كما اشتملت الدراسةُ على أقلّ من 200 ألف شخص لم يكونوا مصابين بالتهاب الكبد.
تابع الباحثون المشاركين لمدَّة 12 سنة وسطياً؛ ومن بين أولئك المصابين بالتهاب الكبد، حدث داءُ باركنسون عندَ 270 منهم، وكان 120 من هؤلاء لديهم التهابُ الكبد سي.
وأمّأ من بين المشاركين غير المصابين بالتهاب الكبد، فقد ظهر داءُ باركنسون في 1060 شخصاً، مثلما وجد الباحثون.
وبعدَ أخذ العمر والجنس والعوامل الصحِّية الأخرى (مثل السكَّري) بعين الاعتبار، استنتج معدُّ الدراسة أنَّ المصابين بالتهاب الكبد سي كانوا أكثرَ عرضةً بنسبة 30 في المائة للإصابة بداء باركنسون من أولئك غير المصابين بالفيروس. ولكن، أشارت النتائجُ إلى أنَّ المصابين بالتهاب الكبد بي أو المصابين بالتهاب الكبد بي وسي معاً لم يكونوا أكثرَ عرضةً لخطر الإصابة بداء باركنسون.
يُقدَّر بأنَّ 150 مليون شخص في العالم مصابون بالتهاب الكبد سي، وفقاً لمنظَّمة الصحَّة العالمية؛ حيث يمكن أن يسبِّبَ الفيروسُ، الذي يمكن أن ينتشرَ بواسطة الإبر الملوَّثة أو خلال الولادة، مضاعفاتٍ خطيرة. ولكنَّ الكثيرَ من المصابين بالعدوى لديهم أعراضٌ قليلة، ولا يدركون أنَّهم مصابون بهذه العدوى.
بما أنَّ التهابَ الكبد يمكن أن ينتقلَ عن طريق نقل الدم أيضاً، فإنَّ كلَّ دم يجري التبرُّعُ به في الولايات المتَّحدة يخضع للتحرِّي عن الفيروس منذ عام 1992.
المصدر : kaahe