أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الأشخاصَ، الذين يُواجِهونَ زِيادةً في خطر نوبات القلب أو السَّكتة، يجب عليهم تناوُل الأدوية الخافِضة لضغط الدَّم، بغضّ النظر عن مُستوى ضغط الدَّم لديهم. تنصَح الإرشاداتُ الطبيَّة الحالية بالبِدء بتناوُل هذه الأدوية عندما تصِل قراءاتُ ضغط الدَّم إلى مُستوياتٍ مُعيَّنة، وتكون عادةً 130/85 ميليمتر زئبقيّ، ولكن جرى تعديلُ هذه المُستويات مُؤخَّراً لِتُصبِحَ 140/90 ميليتر زئبقيّ للأشخاص من غيرِ كِبار السنّ، و 150/90 ميليمتر زئبقيّ لكِبار السنّ.
تفحَّصَ الباحِثون نتائجَ 123 دِراسةً أُجرِيت بين العامين 1966 و 2015، واشتَملت جميعُها على أكثر من 600 ألف شخصٍ. قالَ المُشرِفُ على إعداد الدِّراسة كاظم رحيمي، من معهد جورج للصحَّة العالميَّة لدى جامِعة أكسفورد في بريطانيا: “تُظهِرُ نتائجُنا بِوُضوحٍ أنَّ عِلاجَ ضغط الدَّم، عندما تكون مُستوياته أقلّ ممَّا يُنصَح به حالياً، يُمكن أن يُقلِّلَ بشكلٍ كبيرٍ من الإصابة بأمراض القلب والأوعِية، ويُنقِذ أرواح ملايين الأشخاص في حال جرى تطبيق المُعالجة على نِطاقٍ واسِعٍ”.
“يشتمل هذا على المرضى الذين لديهم تارِيخ لمرض القلب أو فشل القلب، ومرض الكُلى أو السكَّري، وهُم يُمثِّلون شريحةً تُواجِه زِيادةً في خطر نوبات القلب أو السَّكتة”. قالَ الباحِثون إنَّه، بالنسبة إلى كل انخِفاض بنسبة 10 ميليمتراتٍ زئبقيَّة في ضغط الدَّم الانقِباضيّ systolic blood pressure، جرى تحقيقُه من خِلال تناوُل الأدوية الخافَة لضغط الدَّم، تراجع خطرُ مرض القلب بنسبة الخُمس تقريباً؛ وكان هذا الأمرُ صحيحاً بغضّ النظر عن مستوى ضعط دم المريض عندما بدأ بالمُعالجة، حتى إن كان دون 130/85 ميليمتر زئبقيّ.
أضافَ الباحِثون أنَّ ضغطَ الدَّم الانقِباضيّ، وهو أعلى رقم في قِراءة ضغط الدَّم، يقيس ضغطَ الشرايين عندما ينبِضُ القلب، بينما يقيس ضغطَ الدَّم الانبِساطيّ diastolic number، وهو أدنى رقم، ضغط الدَّم بين نبضات القلب. قالَ رحيمي: “تُؤكِّدُ نتائجُنا على ضرورة التقليل من ضغط الدَّم الانقِباضيّ بحيث يصل إلى أقلّ من 130 ميليمتر زئبقيّ، وأن تُقدَّمَ الأدويةُ الخافِضة لضغط الدَّم لجميع المرضى الذين يُواجِهون زِيادةً في خطر نوبات القلب أو السَّكتة، مهما كان السببُ في زِيادة هذا الخطر”.
نوَّه مُعِدُّو الدِّراسة إلى أنَّ أكثرَ من مِليار إنسان يُعانون من ارتِفاع ضغط الدَّم في مُختلَف أنحاء العالم، وقد تكون هذه الحالة هي السبب في وفاة حوالي 9.4 مليون إنسان كلّ عام.
المصدر : kaahe
