هل هناك علاقة بين الأمومة المُبكرة وتردِّي الصحة في منتصف العمر؟

تفحَّصَ الباحِثون بياناتٍ لأكثر من 3300 امرأةٍ أمريكيَّةٍ بين العامين 1979 و 2008، سبقَ لهنَّ أن وضعنَ أوَّلَ مولود عندما تراوحت أعمارُهنَّ بين 15 و 35 عاماً، ثُمَّ تفحَّصَ الباحِثون حالاتهنَّ الصحيَّة عندما بلغنَ 40 عاماً من العُمر.

وجدَ الباحِثون أنَّه، في عُمر 40 عاماً، كانت صحَّةُ اللواتي وضعنَ أوَّلَ مولود في عمرٍ تراوَح بين 25 إلى 35 عاماً أفضلَ بالمُقارنة مع صحَّة اللواتي وضعنَ أوَّلَ مولود في عُمرٍ تراوَح بين 15 إلى 19 عاماً، أو بين 20 إلى 24 عاماً؛ ولكن لم يجِد الباحِثون اختلافاتٍ صحيَّةً ملحُوظة في عُمر 40 عاماً بين النِّساء اللواتي وضعنَ أوَّلَ مولود في سنوات مُراهقتهنَّ، أو في بِداية العقد الثاني من العُمر.

وجد الباحِثون ارتِباطاً بين الوِلادة في عُمرٍ مُبكِّر وتردِّي الصحَّة في عُمر 40 عاماً، ولكن لم تكن الدِّراسةُ مُصمَّمةً حتى تُبرهِن على علاقة سببٍ ونتيجةٍ.
قالت المُشرِفةُ على إعداد الدِّراسة كريستي ويليامز، الأستاذة المُساعِدة في علم الاجتِماع لدى جامِعة وِلاية أوهايو: “هذه أوَّل دِراسة أمريكيَّة تجِد أنَّ وِلادةَ أوَّل طِفلٍ في سنّ مُبكِّرة تترافق مع تردِّي الحالة الصحيَّة للأم بعد عُقودٍ لاحِقة من حياتها، سواءٌ أكانت ببشرةٍ بيضاء أم سوداء، وذلك بالمُقارنة مع المرأة التي تنتظِر حتى تبلغ 24 عاماً من العُمر”.

قالَ الباحِثون إنَّ هذه النتيجةَ، التي تُظهِر أنَّ صحَّةَ المرأة في مُنتصف عُمرها هي نفسها بالنسبة إلى المرأة التي ولدت أوَّلَ صغيرٍ لها في سنوات المُراهقة أو بِداية العقد الثاني من العُمر، تُمثِّلُ تحدِّياً للاعتِقاد الشائع بأنَّه من الأفضل الانتِظار إلى بِداية العقد الثاني من العُمر لوضع أوَّل مولود.

قالت ويليامز: “تُشيرُ مُعظمُ الدِّراسات إلى أنَّ الجهودَ، التي تدعم الزواجَ في البلدان الغربيَّة لم تُكلَّل بالنجاح بالنسبة إلى زِيادة مُعدَّلات الزواج، ونأمل أن تُحقِّقَ دراستُنا هذا الهدف، خصوصاً بالنسبة إلى النِّساء ببشرةٍ سوداء”.

نوَّه الباحِثون إلى أنَّ حوالي 33 في المائة من حالات وِلادة أوَّل صغيرٍ في الوِلايات المُتَّحِدة، تحدُث عندَ النِّساء اللواتي تتراوَح أعمارُهنَّ بين 20 إلى 24 عاماً.
قالت ويليامز: “نحتاج إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد نتائجنا، حولَ أنَّ النِّساءَ اللواتي يضعنَ أوَّلَ مولود في بِداية العقد الثاني من العُمر، قد يُواجِهنَ تحدِّيات صحيَّة عند بلوغهنَّ مُنتصف العُمر، بالمُقارنة مع اللواتي ينتظِرن لفترةٍ أطول”.

المصدر : kaahe