بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ المُعالجةَ المُبكِّرة بهدَف استِعادة جريان الدَّم بسرعة، حالما تبدأ أعراضُ نوبة القلب، قد تُقلِّلُ من الضرر الذي يُصيبُ القلب. وجدَ الباحِثون أنَّ المرضى، الذين يتعرَّفون مُبكِّراً إلى أعراض نوبات القلب ويتلقَّونَ الرِّعايةَ الطبيَّة مُباشرةً، تكون العواقِبُ لديهم أفضل.
أضاف الباحِثون أنَّه حالما يصل مريضُ نوبة القلب إلى المُستشفى، يجب على الأطبَّاء استِعادة جريان الدَّم للقلب باستِخدام الدِّعامة stent، وهو إجراءٌ يُسمَّى رأب الوِعاء التاجي عن طريق الجلد precutaneous coronary intervention.
تنصح الكليَّةُ الأمريكيَّة لطبّ القلب وجمعية القلب الأمريكيَّة بألاَّ تزيدَ الفترةُ بين بِداية أعراض نوبات القلب وتلقِّي المريض للمُعالجة على 90 دقيقة أو أقلّ.
تفحَّصَ الباحِثون السجلات الطبيَّة لحوالي 2056 مريضاً، وقارنوا بين زمن بدء الأعراض وتلقِّي المرضى للمُعالجة، وكيف أصبح أداء القلب. وضعَ الباحِثون المرضى ضمن 3 مجموعاتٍ، اشتملت الأولى على الذين عُولِجوا خلال ساعتين من ظهور الأعراض، واشتملت المجموعةُ الثانية على الذين عُولِجوا خِلال 2 إلى 4 ساعات من ظُهور الأعراض، بينما اشتملت المجموعةُ الثالثة على الذين عُولِجوا بعد مُرور أكثر من 4 ساعات من ظُهور الأعراض.
وجدَ الباحِثون أنَّ المرضى، الذين تلقَّوا العِلاج خلال 2 إلى 4 ساعات من ظهور أعراض نوبات القلب، كانوا أقلَّ ميلاً لاستعادة جريان الدَّم إلى القلب لديهم بشكلٍ كامِلٍ، كما كانوا أكثرَ عرضةً أيضاً للوفاة خلال 3 سنواتٍ، بالمُقارنة مع المرضى الذين تلقَّوا العلاج بشكلٍ أسرع.
قالت مُعِدَّةُ الدِّراسة الدكتورة روكسانا مهران، مُديرة أبحاث التدخُّل الجراحي القلبي الوِعائيّ والتجارب السريريَّة لدى معهد زينا وميخائيل وينر للقلب والأوعية في كلية ماونت للطب/نيويورك: “لم يُؤدِّ التقليلُ من مُتوسِّط الفترة بين ظهور أعراض نوبات القلب وتلقِّي المُعالجة في السنوات الأخيرة إلى التقليل من معدَّلات الوفاة عند المرضى الذين كان السببُ في نوبات القلب لديهم هو انسداد الشريان التاجيّ”.
“تُسلِّطُ دراستُنا الضوءَ على الحاجة إلى تفحُّصِ دور أسباب أخرى تُؤدِّي إلى إطالة متوسِّط هذه الفترة، مثل الوقت الذي يمضي بين أوَّل اتِّصال مع الطبيب ورأب الوِعاء بالبالون، وما هي الفترةُ التي تعرقل فيها جريان الدَّم إلى القلب”.
قال الدكتور ميخائيل كوتشر، طبيب القلب لدى مركز ويك فورست بابتيست الطبِّي: “يجب على الأطبَّاء التركيز على علامات ضعف جريان الدَّم، لأنَّه من المُحتَمل حدوثُ ضرر في القلب أو وفاة حتى مع تلقِّي المريض للعلاج خلال فترةٍ وجيزةٍ بعدَ ظهور أعراض نوبات القلب لديه”.
“أعتقد أنَّه من واجِبنا كأطبَّاء للقلب الاستمرارُ في التوعية حول أهميَّة تحديد كميَّة الوقت بين بِداية أعراض نوبات القلب وتلقِّي العِلاج، ومُتابعة حالة المرضى من خلال التدخُّلات الطبيَّة”.
المصدر : kaahe