علوم وتكنولوجيا

الاختِلافاتُ في الدِّماغ تُفسِّر الهلوسات عند بعض مرضى الفُصام

قالَ باحِثون إنَّهم تعرَّفوا إلى اختِلافاتٍ في بِنية الدِّماغ تزيدُ من خطر الهلوسات عند مرضى الفُصام schizophrenia. قالت المُعِدَّةُ الأولى للدراسة جين غاريسون، من جامِعة كامبريدج في بريطانيا: “الهلوساتُ ظاهِرةٌ مُعقَّدةٌ جدَّاً، وهي من علامات المرض النفسي، ويُمكن أن تحدُثَ أيضاً في بعض أشكالها عند مُختلف الشرائح البشريَّة. هناك أكثر من تفسير لهذه الظاهرة، ولكن تُساعِد نتائجُ دراستنا على تفسير لماذا تحدُث عند بعض الناس أشياء ليست حقيقيَّة فعلاً”.

تفحَّصَ الباحِثون صُوراً للدِّماغ عند مرضى الفُصام وأشخاص لا يُعانون من هذا المرض النفسيّ؛ ووجدوا أنَّ مرضى الفُصام الذين يُعانون من الهلوسات لديهم اختِلافات بنيويَّة في جزءٍ مُعيَّنٍ من الدِّماغ بالمُقارنة مع الأشخاص السليمين؛ وهو يُسمَّى التَّلم المجاور للتلفيف الحِزاميّ paracingulate sulcus (طيَّة قُرب مُقدِّمة الدِّماغ)، حيث كان طولُ هذا الجزء أقصرَ عند مرضى الفُصام الذين يُعانون من الهلوسات.

قالَ الباحِثون إنَّ قِصَر هذا الجزء بمقدار سنتمترٍ واحِدٍ ترافقَ مع زِيادةٍ بحوالي 20 في المائة في خطر الهلوسات، وظهرَ هذا التأثيرُ في الهلوسات السَّمعية والبصريَّة معاً. قالَ مُعِدُّو الدِّراسة إنَّ منطقةَ التَّلَم المجاور للتلفيف الحِزاميّ هي واحِدة من آخر الطيَّات البنيويَّة التي تتخلَّق في الدِّماغ قبل الوِلادة، وتختلِف في الحجم من إنسانٍ إلى آخر.

قال المُشرِفُ على فريق الباحِثين جون سيمونس، اختصاصيّ الأمراض العصبيَّة في قسم الطبّ النفسي لدى جامِعة كامبريدج: “الفُصامُ هو طيفٌ مُعقَّد من الحالات التي تترافق مع الكثير من الاختِلافات في بنية الدِّماغ، ممَّا يجعل من الصعب تحديد صِلات مُحدَّدة بين مناطِق الدِّماغ والأعراض التي كثيراً ما تظهر”.

“قارنَّا بين بنية الدِّماغ عند عدد كبير من الأشخاص، الذين شُخِّصت إصابتهم بالفُصام مع أو بدون هلوسات، وتعرَّفنا إلى منطقةٍ مُعيَّنةٍ في الدِّماغ بدت تترافق مع أعراضٍ رئيسيَّة لهذا الاضطراب”. قالت غاريسون: “نعتقد أنَّ التَّلم المجاور للتلفيف الحِزاميّ يُمارِسُ دوراً في شبكة الدِّماغ التي تُساعِد الإنسان على إدراك المعلومات التي تصدِر من بنات أفكاره؛ وعندما تكون هذه الطيَّةُ قصيرةً عند الإنسان، يفقد شيئاً من قُدرته على التمييز بين مناطِق مثل تلك المعلومات، وبذلك يُصبح أكثرَ عرضة لأن يعتقد بأنَّ هذه المعلوماتِ تأتي من المُحيط الخارجي”.

المصدر : kaahe

زر الذهاب إلى الأعلى