توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يتناولون كميات أكبر من الأغذية الحاوية على الغلوتين قبل عمر السنتين يتزايد لديهم خطر الإصابة بالداء الزلاقي Celiac Disease (الداء البطني)، وذلك عندما يكونوا حاملين للخطر الوراثي للإصابة بهذا المرض.
تقول المُعدّة الرئيسية للدراسة، كارين آندرين أرونسون، الأستاذة بقسم العلوم السريرية بجامعة لوند بالسويد: “تفسر هذه النتائج سبب حدوث الإصابة بالداء الزلاقي عند بعض الأطفال الحاملين للخطر الوراثي للإصابة به، وعدم حدوث الإصابة عند بعضهم الآخر. لقد قدمت دراستنا دليلاً مُقنعاً على أن مقدار الغلوتين الذي يتناوله الطفل في مرحلة باكرة من عمره يلعب دوراً في نهج الإصابة بالداء الزلاقي”.
من الجدير ذكره أنه على الرغم من أن الدراسة وجدت صلة بين تناول كميات أكبر من الغلوتين في مرحلة باكرة من الحياة والإصابة بالداء الزلاقي، إلا أنها لم تُثبت ذلك من خلال علاقة سبب ونتيجة.
جرى نشر نتائج الدراسة مؤخراً في النسخة الإلكترونية من مجلة Clinical Gastroenterology and Hepatology، وقد تولّى المعهد الأمريكي الوطني للصحة مهمة تمويلها.
وبحسب المعلومات الأولية الواردة في مُستهل الدراسة، فإن ما نسبته 1 – 3 في المائة من البشر مُصابون بالداء الزلاقي. والداء الزلاقي هو اضطراب مناعي يُسبب ضرراً في الأمعاء الدقيقة عندما يتناول المريض أغذية حاوية على الغلوتين. الغلوتين هو مركب بروتيني يوجد في الحبوب، مثل القمح والشعير. وتُشير الإحصائيات إلى أن نصف البشر من ذوي البشرة البيضاء يحملون عوامل خطر وراثية للإصابة بالداء الزلاقي.
قام الباحثون بمقارنة 146 طفلاً سويدياً مُصاباً بالداء الزلاقي مع 436 طفلاً سويدياً غير مصابٍ به. وقد تراوحت أعمار الأطفال بين 15 شهراً و 8 سنوات عندما جرى تشخيص إصابتهم بالمرض، وجرى توزيع الأطفال في مجموعات متجانسة من حيث العمر والجنس والخصائص الوراثية المتعلّقة بخطر الإصابة بالمرض.
جرى تعقّب الوارد الغذائي من الغلوتين لدى هؤلاء الأطفال في أعمار 9، 12، 18، 24 شهراً على التوالي. ويُشير الباحثون إلى أن الأطفال في السويد يتناولون كميات أكبر من الأغذية الحاوية على الغلوتين من البلدان الأخرى، كما أنهم غالباً ما يحصلون عليها في وقت أبكر من سواهم.
وجد الباحثون أن الأطفال الذين يستهلكون أكثر من 5 غرامات من الغلوتين يومياً قبل عمر سنتين تزداد لديهم معدلات الخطورة للإصابة بالداء الزلاقي، وذلك بالمقارنة مع الأطفال الذين يستهلكون 3.4 غرام يومياً من الغلوتين.
وفي معرض التعليق على الدراسة، يقول الدكتور جوزيف ليفي، أستاذ طب الأطفال ومدير المشاريع الخاصة بقسم طب الجهاز الهضمي لدى الأطفال بمركز لانجون نيويورك الطبي: “لعلّ النتيجة الأبرز التي نستخلصها من هذه الدراسة هي أن الحدّ من كميات الغلوتين التي يتناولها الطفل في المرحلة الباكرة من عمره قد يُقلل من خطر إصابته بالداء الزلاقي إن كان يحمل الخطر الوراثي للإصابة بالداء الزلاقي. ولكنّ ذلك بالمقابل لا يضمن عدم إصابة الطفل بالداء الزلاقي”.
ويؤكد ليفي على عدم وجود ضرورة لتحرّي ما إذا كان الطفل يحمل خطراً وراثياً للإصابة بالداء الزلاقي أم لا، ويقول: “لا ننصح أبداً بإجراء مثل هذه الفحوص، وذلك لأن الداء الزلاقي منتشر بشكل واسع بين البشر، ووجود هذا العامل الوراثي لا يعني بالضرورة أن الطفل سيُصاب لاحقاً بالمرض، وقد لا تؤدي معرفة الأهل بوجود هذا الخطر الوراثي لدى طفلهم سوى إلى زيادة قلقهم ومخاوفهم دون جدوى”.
المصدر : kaahe