أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ أدوية ضغط الدَّم الجديدة آمِنةٌ وفعَّالةٌ، تماماً مثل نظيراتها من الأدوية الأقدَم. قالَ الباحِثون إنَّ نتائِج الدِّراسة تضع نِهايةً للجدل القديم الدَّائِر حول ما هي أفضل أنواع أدوية ضغط الدَّم، القديم منها أم الجديد؟
تفحَّصَ الباحِثون نتائج 106 تجارِب اشتَملت على أكثر من 250 ألف مريضٍ، وتمحورَت حول تأثيرات حاصِرات مُستقبل هرمون الأنجيوتنسين الجديدة angiotensin receptor blockers، وأدويةٍ أقدم تُسمَّى مُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل لهرمون الأنجيوتنسين angiotensin converting enzyme inhibitors؛ وبالرغم من أنَّ الأخيرة ابتُكِرت منذ 10 سنوات، وجدَ الباحِثون أنَّ تأثيراتها كانت مُشابِهة لتأثيرات حاصِرات مُستقبل هرمون الأنجيوتنسين الجديدة، وبذلك تُمثِّل هذه النتائج تحديَّاً للاعتقاد حول أنَّ منافِع مُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل لهرمون الأنجيوتنسين، كانت أكبر.
كما وجدَ الباحِثون أيضاً أنَّ الاختِلاف الوحيد بين هذين النوعين من الأدوية، هو أنَّ حاصِرات مُستقبل هرمون الأنجيوتنسين، كانت أسهل للتحمُّل.
قالَ مُعِدُّ الدِّراسة الدكتور سريبال بانغالور، الأستاذ المُساعِد في قسم طبّ القلب في مركز لانجون الطبِّي لدى جامِعة نيويورك: “أعتقد أنَّ نتائج دراستنا تضع حدَّاً للجدل القديم حول سلامة وفعَّالية مُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل لهرمون الأنجيوتنسين، بالمُقارنة مع حاصِرات مُستقبل هرمون الأنجيوتنسين، حيث اعتاد الكثير من المرضى استخدام الأولى كخيار أوَّل، واعتبروا أنَّ الثانية أقل فعَّالية؛ ولكن وجدنا أنَّه يُمكن للطبيب وصف أيّ منهما للمرضى حيث لا يُوجد اختلاف بينهما من ناحية السلامة والفعَّالية”.
قالَ مُعِدُّو الدِّراسة إنَّ حاصِرات مُستقبل هرمون الأنجيوتنسين ومُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل لهرمون الأنجيوتنسين، تتدخَّلان معاً في وظيفة هرمون يُسمَّى أنجيوستين 2، وهو يعمل على تنظيم ضغط الدَّم، ولكن يأتي هذا التدخُّل في طرقٍ مُختلفة بينهما.
أضاف مُعِدُّو الدِّراسة أنَّ هرمون الأنجيوستين 2، يحدّ من تدفُّق الدَّم عبر الأوعية، ممَّا يزيد من ضغط الدَّم، وهُنا يأتي دور مُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل لهرمون الأنجيوتنسين التي تعمل على منع البدن من إفراز هذا الهرمون، بينما تعمل حاصِرات مُستقبل هرمون الأنجيوتنسين على منع الهرمون من القيام بوظيفته، حيث تحلّ محلَّه على سطح أوعية الدَّم.
أشارت دِراساتٌ سابِقةٌ إلى أنَّ مُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل لهرمون الأنجيوتنسين القديمة، هي فعَّالةٌ أكثر من حاصِرات مُستقبل هرمون الأنجيوتنسين، ولكن بيَّنت هذه الدراسة الأخيرة أنَّ الاختلاف بين هاتين الزمرتين الدوائيتين، يعود إلى التغيُّرات في معايير الرِّعاية الصحيَّة خلال عقدٍ من الزمن بين فترات التجارب على تلك الأدوية، ناهيك عن التوجُّه الكبير نحو الامتِناع عن التدخين والاستخدام الواسع للأدوية الخافِضة للكوليسترول التي تُسمَّى الستاتينات.
قال بانغالور: “هذه أوَّل مرَّة نتوصَّل فيها إلى أنَّه لا يُوجد اختِلاف رئيسيّ بين حاصِرات مُستقبل هرمون الأنجيوتنسين و مُثبِّطات الإنزيم المُحوِّل لهرمون الأنجيوتنسين، باستثناء التحمُّل الأفضل بالنسبة إلى الأولى”.
المصدر : kaahe