بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ تقدير الذَّات والثِّقة بالنَّفس self esteem، يزدادانِ مع تقدُّم الإنسان في العُمر، وأنَّ مُستوياتِهما تكون أعلى عند الرِّجال بالمُقارنة مع النِّساء، وهو أمر شائِعٌ في مُختلف بلدان العالم؛ ولكن يظهر هذا الاختلاف بين الجنسين بشكلٍ أوضح في البلدان المُتقدِّمة.
تفحَّصَ الباحِثون بياناتٍ لأكثر من 985 ألف شخصٍ من 48 بلداً، جُمِعت بين العامين 1999 و2009، وتراوَحت أعمار المُشارِكين بين 16 و45 عاماً.
قال الباحِثون إنَّه على العُموم، ازداد الميل نحو تقدير الذات مع التقدُّم في العُمر، ولكن كان هذا الميل أعلى عند الرِّجال بالمُقارنةِ مع النِّساء في جميع الأعمار، وظهرت اختِلافاتٌ ملحُوظة بين بلدان العالم.
قالت المُشرِفة على إعداد الدِّراسة ويبكي بليدورن، من جامِعة كاليفورنيا/ديفيس: “وجدنا أنَّ البلدان الغنيَّة والمُتقدِّمة التي لديها مُستويات مرتفِعة من المُساواة بين الجنسين، لديها أيضاً اختلافات كبيرة في مستويات تقدير الذات بين الجنسين، وذلك بالمُقارنة مع البلدان الأكثر فقراً والبلدان النَّامِية التي لديها مستويات مرتفِعة من عدم المُساواة بين الجنسين”.
“ربَّما يعود هذا الأمر إلى مسائِل ثقافِيَّةٍ مُعيَّنة تُؤثِّرُ في تكوين احترام الذات عند الرِّجال والنِّساء”.
بيَّنت الدِّراسة أنَّ الاختِلافات بين مُستويات تقدير الذات بين الجنسين، كانت بسيطةً في بُلدان آسيا مثل الهند وأندونيسيا وتايلاند، ولكن ازدادت تلك الاختِلافات في بلدانٍ مثل هولندا وبريطانيا.
قالَ الباحِثون إنَّ بالرغم من الاختِلافات الثقافيَّة، كانت المُفاجأة الأكبر في اكتشاف أنَّ الجِنس والعُمر أثَّرا في تقدير الذات عند الأشخاص في مُختلف أنحاء العالم.
قالت بليدورن: “نعتقد أنَّ هذا التشابه الواضح، يُشيرُ إلى أنَّ الاختِلافات في الجنس والعُمر بالنسبة إلى تقدير الذات، تعود في جزءٍ منها إلى آلياتٍ عالميَّةٍ، وذلك إمَّا الآليات البيولوجيَّة العالميَّة، مثل التأثيرات الهرمونيَّة، أو الآليَّات الثقافيَّة العالميَّة، مثل الدَّور العالمي للرجل والمرأة؛ ولكن لا يُمكن للتأثيرات العالميَّة أن تمنحنا تفسيراً شامِلاً للمسألة”.
“تُقدِّمُ الاختِلافات في حجم وشكل الاختِلافات في العُمر والجِنس في العديد من بلدان العالم، دليلاً قويَّاً على التأثيرات الخاصة بالثقافة في تكوين تقدير الذات عند الرِّجال والنِّساء”.
“تمحورت مُعظم الأبحاث السابِقة حول تقدير الذات في البلدان الغربيَّة، ولم تتطرَّق إلى هذه المسألة في البلدان النامِية”.
“تُساِعد نتائج دراستنا على فهم كيف من المُحتَمل أن تُحدِّد الثقافة نمط تقدير الذات، وعند إجراء المزيد من الأبحاث حول هذه المسألة، قد تُساعِد هذه المعلومات على إيجاء طُرقٍ أفضل لتعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات عند الإنسان”.
المصدر : kaahe