أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ التمارين الهادِفة إلى تعزيز تناسق العضلات التي تتحكَّم بالعمود الفقريّ وتدعمه، يُمكنها أن تُساعِد على التقليلِ من ألم أسفلِ الظهر.
يُسمَّى هذا النَّمط من التمارِين بتمارِين التحكُّم بالحركة motor control exercise، حيث يبدأ المرضى بالتدرّب على استِخدام العضلات بشكل طبيعي من خِلال القيام بمهمَّاتٍ بسيطة، وتدريجيَّاً تُصبِح هذه التمارين أكثر شدَّةً وتشتمِلُ على نشاطاتٍ يقوم بها المرضى عادةً في أثناء العمل أو الاستِجمام.
تفحَّصَ الباحِثون البيانات الواردة في 29 تجرِبةٍ سريريَّةٍ اشتَملت على أكثرِ من 2400 شخصٍ، تراوَحت أعمارهم بين 22 إلى 55 عاماً، كانوا يُعانُون من ألمِ أسفل الظهر؛ وقارنَ الباحِثون في تلك التجارِبِ بين فعَّالية تمارِين التحكُّم بالحركة وأنواعٍ أخرى من التمارين أو عدم القيام بأيَّة تمارين (مجموعات المُقارنة).
قالَ الباحِثون إنَّ المرضى الذين مارسوا تمارِين التحكُّم بالحركة، تحسُّنت حالاتهم بشكلٍ واضِح، حيث انخفضت مُستويات ألم أسفل الظهر لديهم وأصبح شعورهم بالعجز أقلّ، وذلك بالمُقارنة مع المرضى الذين لم يُمارِسوا أيّ نوعٍ من التمارين؛ وعند المُقارنةِ بين تمارِين التحكُّم بالحركة وأنواع أخرى من التمارين بعد مرور 3 إلى 12 شهراً، لاحظ الباحِثون أنَّ أفراد مجموعة تمارِين التحكُّم بالحركة، تحسَّنت حالاتهم بشكلٍ مُشابِهٍ.
قال المُشرِفُ على إعدادِ الدِّراسة برونو ساراغيوتو، اختصاصيّ العِلاج الطبيعيّ في معهد جورج لدى جامِعة سيدني في أستراليا: “إن التركيز على تعزيز قوَّة وتناسق العضلات الداعمة للعمود الفقريّ، من خِلال تمارِين التحكُّم بالحركة، يوفر طريقة بديلة لعِلاج ألم أسفل الظهر”.
“أعتقد أنَّ هذه التمارِين فعَّالة مثلها مثل الأنواع الأخرى من التمارين، ولكننا لا نعلم حالياً منافِعها على المدى الطويل، ممَّا يُسلِّط الضوء على حاجتنا إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول هذه المسألة، بهدف حُصول المرضى على معلوماتٍ أوضح تُساعدهم على الوُصول إلى خيارات أفضل”.
المصدر : kaahe