بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ ارتِفاع مُستويات سكَّر الدَّم، يُمكن أن يزيد من خطر المُضاعفات عند مرضى نوبات القلب. وجدَ الباحِثون أنَّ ارتِفاع سُكَّر الدَّم يزيدُ من انقِباض أو تقلُّص أوعِية الدَّم، كما تعرَّفوا أيضاً إلى بروتينٍ يترافق مع هذه الزِّيادة في الانقِباض، وقالوا إنَّ نتائج دراستهم قد تُفضي إلى طُرقٍ جديدةٍ في المُعالجة تهدُف إلى تحسين المآل من بعد نوبات القلب أو السَّكتة.
وبحسب مُعدّي الدِّراسة، فإنَّ النوبة القلبية تحدُث عندما ينسدّ أحد الشرايين التي تُزوِّدُ القلب بالدَّم، وإنَّ ارتِفاع سكَّر الدَّم في وقت حدُوث النوبة، يُمكن أن يزيد من شدَّة هذا الانسِداد من خلال التسبُّب بانقِباض الشريان، ممَّا يزيد من خطر المُضاعفات.
قالَ ريتشارد رينبو، أستاذ فيزيولوجيا الخلايا القلبية الوِعائيَّة في جامِعة ليسيستر في بريطانيا: “أظهرت دِراستنا أنَّ كميَّة سكَّر الدَّم تُغيِّرُ من سُلوك أوعِية الدَّم إن صحَّ التعبير، فهي تجعلها تنقبِضُ أكثر من اللازم، ممَّا قد يُؤدِّي إلى ارتِفاع ضغط الدَّم أو التقليلِ من كميَّة الدَّم التي تتدفق عبر الأعضاء الحيويَّة”.
“كانت دِراستنا من النَّوع الاختِباري، أي أنَّه يُمكننا التوصّل إلى استنتاجاتٍ حول علاقة سببٍ ونتيجةٍ مع وُجود مجموعة مُقارنة”.
“تعرَّفنا إلى بروتينٍ يُسمَّى كيناز سي kinase C، ويُمارِسُ هذا البروتين دوراً رئيسيَّاً في تعزيز الاستِجابة الانقِباضيَّة في الشرايين، ولكن أظهرنا أيضاً أنَّه يُمكِننا استِعادة المُستوى الطبيعي من الاستِجابة الانقِباضيَّة ووِقاية القلب من تأثيراتها السلبيَّة، وذلك من خلال تثبيط عمل هذا البروتين”.
“هذه أوَّل دِراسة تُظهِرُ دليلاً مُباشراً على العلاقة بين انقِباض أوعية الدَّم و كميَّة سكَّر الدَّم، وعلى الآليات المُحتَملة التي تُسبِّبُ هذه الاستِجابة الانقِباضيَّة. استخدمنا في دِراستنا نماذِج لأوعية الدَّم عند البشر، وقمنا بزِيادة مُستويات سكَّر الدَّم فيها بحيث تُشبه ما يحدُث من بعد تناوُل الإنسان لوجبةٍ كبيرةٍ، أي عندما تزيد هذه المُستويات من شدَّة انقِباض الأوعية”.
“يُعاني الكثير من مرضى النوبات القلبية من ارتِفاع سكَّر الدَّم أيضاً كارتكاس للجسم تجاه النوبة، أي أنَّه حتى الأشخاص الذين لا يُعانون من السكَّري، قد يتعرَّضون إلى ارتِفاع سكَّر الدَّم في أثناء نوبات القلب”
المصدر : kaahe
