يسود اعتقاد لدى كثير من الناس بأن أي مادة طبيعية لا يمكن أن تضرّ، ومثال ذلك الكافيين، بينما هو في الحقيقة يمكن أن يضر بالقدر ذاته الذي يفيد به الجسم، ويتحدد ذلك بحسب الكمية التي نتناولها.
ما هو الكافيين؟
هو مادة منبهة تنشّط الجهاز العصبي في الجسم، وتنشّط الإنسان بشكل مؤقت، وهو عبارة عن مادة شبه قلوية، تعرف بالأبيض المر، وتنتمي إلى مجموعة الزانتينات، ويصنف من مجموعة المنشطات والعقاقير النفسية المنشطة.
التأثير الفسيولوجي للكافيين (الفوائد)
يؤثر الكافيين على جسم الإنسان بدرجات، بحسب المقدار الذي يتناوله، بالتالي حين يأخذ القدر المناسب يستفيد منه الجسم.
وأهم هذه الفوائد: المحافظة على خلايا المخ من التدهور، وذلك من خلال حماية الخلايا من تراكم البروتين، والذي يدمرها مع مرور الوقت، ويحافظ أيضا على قدرات الدماغ، ويزيد تركيزه.
ولكن نوّه العلماء إلى أنّ هذه الفوائد يمكن الحصول عليها من خلال الكافيين الموجود في الشاي، وهو يختلف عن ذلك الموجود في القهوة؛ لأنّه يحتوي على مادة بروتينية طبيعية تقلل الأضرار التي يسببها، كارتفاع ضغط الدم، أو الشعور بالصداع.
من جهتها، قالت نسرين السلايطة، أخصائية الباطنية: “بحسب الدراسات، يساهم الكافيين بتقليل نسب الإصابة بسرطان الفم”.
واستدركت السلايطة بأنه: “برغم أن للكافيين فوائد، إلا أنه يجب أن نتناوله بقدر محدد وآمن، وهو 400 مل للبالغين، وهي تعادل 4 فناجين قهوة، ومن 20 إلى 100 مل لغير البالغين”.
الأضرار
يؤثر الكافيين بشكل سلبي على النساء المرضعات والحوامل، حيث يؤدي إلى تشوه الجنين، وأحيانا يؤدي إلى الإجهاض.
كما يضرّ الأطفال الرضع، وذلك إذا تناولت المرأة المرضع كمية من الكافيين بشكلٍ يومي؛ لذا من المهم جدا للسيدات المرضعات والحوامل تجنب المنبهات خلال هذه الفترة، وأهمها الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
ويُعيق الكافيين عمل الذاكرة المؤقتة عند الإنسان، ما يساهم في نسيانه لبعض الأمور البديهية، كأسماء بعض الأشخاص، وذلك حسب ما أثبتته دراسة إيطالية؛ ولذلك يُنصح الطلاب بتجنب المنبهات أثناء الدراسة، خاصة في فترة الامتحانات.
ويُسبب الكافيين أيضا آلاما في الرأس، وقلقا وتوترا شديدين.
ويُؤثر بشكل سلبي على العناصر الغذائية المهمة لجسم الإنسان، خاصة الكافيين الموجود في القهوة، فهو يجعل الجسم يخسر نسبة جيدة من الفيتامينات والمعادن الضرورية من خلال التبول.
كما يمنع امتصاص الحديد في الجسم بصورة صحيحة، ما يسبب الإصابة بفقر الدم.
ويُضعف أيضا الكافيين عمل البنكرياس؛ لأنّه يُحفز الكبد على إنتاج كمية أكبر من الجلوكوز، الأمر الذي يجبر البنكرياس على إفراز كمية أكبر من الأنسولين؛ لامتصاص السكر الزائد، ما يؤدي لإرهاقه، نتيجة عمله طوال الوقت.
وأشارت السلايطة إلى أن الجمع بين النيكوتين والكافيين يزيد نسبة تأثير المنبهات، ما يؤثر بشكل سلبي على عمل الجهاز العصبي.
وقالت الأخصائية إنه لا يوجد عضو محدد في الجسم يتأثر أكثر من الآخر، ولأن الأثر الأساسي على الجهاز العصبي، بالتالي بكون التأثير شاملا على الجسم عند زيادة الاستهلاك.
وأضافت أن من أعراض التأثير السلبي للكافيين: الصداع، والأرق، والعصبية الزائدة، والتوتر، وزيادة التبول، مع تسارع ضربات نبضات القلب، وأخيرا ارتجاف العضلات “Tremor”.
الأثر النفسي والعصبي للكافيين
يبدأ تأثير الكافيين على الجسم بالمخ بشكل أساسي؛ كونه مادة منبهة ومنشطة، وهو أيضا محفز للجهاز العصبي المركزي “Stimulant”، بحسب ما قال أخصائي الطب النفسي علاء الفروخ.
وأضاف الفروخ: يُحسن الكافيين التركيز، ويزيد النشاط، إضافة لتقليله نسبة احتمالية الإصابة بمرض باركنسون على المدى البعيد، كما تُشير بعض الدراسات”.
الأضرار
بالمقابل، حين يتم تناول الكافيين بكميات مُفرطة، يُؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية والعصبية للإنسان، فزيادة الكمية عن الحد الطبيعي تزيد التوتر. بحسب الفروخ.
وأضاف الفروخ: “تؤدي زيادة نسبة الكافيين إلى زيادة القلق والعصبية واضطرابات النوم وحموضة المعدة”.
وأكمل بأنه يتفاوت تأثيرها نفسيا على الأشخاص، بحسب حالتهم الصحية، ومدى حساسيتهم للكافيين، أو وجود اضطرابات نفسية لديهم.
فمن يعانون من اضطرابات القلق بأنواعها أكثر تأثُرا بها، وهؤلاء يشكلون 20% من الناس تقريبا، ويفضل أن يقللوا من تناولهم لكل المشروبات وأنواع الطعام التي تحتوي على الكافيين.
ونصح أخصائي الطب النفسي بألا يتناول الأطفال الكافيين إلا بكميات محدودة جدا؛ نظرا لتأثيرها السلبي عليهم أكثر من البالغين.
ووافق الفروخ السلايطة في حديثها عن التأثير السلبي النفسي للجمع بين النيكوتين والكافيين، حيث قال: “تناول أي مادة محفزة للجهاز العصبي المركزي مع الكافيين، مثل النيكوتين، يجعل آثارها السلبية أكبر، ويقلل من الكمية التي ينصح بتناولها يوميا”.