أثارت المكاسب الأخيرة التي حققتها المعارضة المسلّحة لنظام الأسد تكهّنات من جديد بأن سقوطه بات وشيكاً. لكن على الرغم من أن من المحتمل أن يحرز مقاتلو المعارضة المزيد من التقدّم في الأشهر المقبلة، وخاصّة في درعا في الجنوب وربّما في حلب في الشمال، فإن التحدّيات التي تواجههم سوف تزداد مع كل مكسب يحقّقونه.
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” الإيرانيون والروس وماء الحياة “
للكاتب باسل العودات نطالعه في صحيفة العرب اللندنية .
يقول بداية : عزز تنظيم الدولة قبضته على نصف مساحة الأراضي السـورية بعد سيطرته على مناطق إستراتيجية واسعة , توّجها بالسيطرة على آخر معبر حدودي بين سوريا والعراق، بالسيطرة على مدينة تدمر التي تفتح طرقاً لحمص ودمشق اللتـين تعتبران من أبرز معاقل النظام في عمق سوريا كما تمر منها الطريق الرئيسية إلى دير الزور.
وبحسب الكاتب : فأن نظام الاسد لم يعد قادراً على مواجهة المعارضين لحكمه مع تعدد الجبهات التي فتحها، وبعد الخسائر الكبيرة التي مُني بها خلال أربع سنوات، إلا أن الفصل الأخير من (الفيلم) يبدو بعيدا واقتراب انهيار النظام أمر ضعيف، لأن المضخة التي تزوده بأسباب القوة والحياة مازالت تعمل دون كلل.
يضيف الكاتب : إن انهيار النظام يعني انهيار أحلام من يدعمه أي أنه يعني القضاء على الحلم الإيراني بدور إقليمي فعال وعظيم يساعد إيران على الهيمنة على القرار العربي، كما يعني القضاء على الحلم الروسي منذ أيام القياصرة بالتواجد في المياه الدافئة، ويساعد روسيا المعاصرة كي تصبح واحدا من اثنين يحكمان العالم، وهذا بالذات ما يدفعهما، كل بطريقته، لدعم النظام السوري بلا حدود وبلا حساب وبلا رادع أخلاقي أو إنساني أو عقلاني.
———————
بالانتقال إلى صحيفة الحياة ونطالع فيها مقالا
للكاتب يزيد صايغ بعنوان :
” التحديات المقبلة التي تواجه المعارضة في سورية “
يقول الكاتب : أثارت المكاسب الأخيرة التي حققتها المعارضة المسلّحة لنظام الأسد تكهّنات من جديد بأن سقوطه بات وشيكاً. لكن على الرغم من أن من المحتمل أن يحرز مقاتلو المعارضة المزيد من التقدّم في الأشهر المقبلة، وخاصّة في درعا في الجنوب وربّما في حلب في الشمال، فإن التحدّيات التي تواجههم سوف تزداد مع كل مكسب يحقّقونه.
يتابع الكاتب : إذا كان المعارضون السوريون يرغبون في إحراز اختراق سياسي لدى دوائر اجتماعية أوسع، أو الحصول على القدر الأكبر من المساعدات الخارجية التي سيحتاجون إليها بشدّة في حال التمدد، فإن عليهم التصدّي لثلاثة شواغل رئيسة قادمة:
الأول هو توفير الأمن ثانياً سيكون لزاماً على المعارضة ومنظمات الإغاثة التابعة لها والمجالس الإدارية أن تثبت قدرتها على تقديم الخدمات للأعداد المتزايدة من الأشخاص الذين يخضعون لسيطرتها.
ثالثاً، لم يؤسّس المقاتلون ولا المعارضة السياسية ولا مجالسها الإدارية المحلية عموماً، نظاماً مالياً عاماً شاملاً ولم يقاربوا الإدارة الاقتصادية على المستوى الإقليمي، ناهيك عن المستوى الوطني.
يختم الكاتب للقول : الواقع أن هذه التحدّيات لا تزال بعيدة. صحيح أن النظام يتراجع غير أن كل ما يحتاج إليه في الفترة المقبلة هو ألاّ يخسر. وعلاوة على ذلك يزداد الوضع تعقيداً بسبب الحضور الذي يخيم في الأفق لتنظيم داعش والذي يستعد للاستفادة إذا وفّر إضعاف النظام فرصة للاستيلاء على أراضٍ ومراكز سكانية جديدة. ذلك أن خطر التنظيم يحصر خيارات المعارضين، ويؤدّي إلى إبطاء تقدمهم المحتمل.
———————-
ونختم جولتنا من مقالٍ بصحيفة العربي الجديد حمل عنوان :
* تدمر.. هل لها ما بعدها؟ *
للكاتب : ميشيل كيلو .
بداية يقول الكاتب : تقع سورية أكثر فأكثر بين ناري إيران وداعش إذ بينما ينتقل الأخير إلى هجوم استراتيجي غير مسبوق يغطي أجزاء واسعة من العراق وسورية وتكذّب نجاحاته اليومية ما قاله جنرالات أميركيون متسرعون عن انتقال التنظيم إلى الدفاع , تكثف إيران دعمها النظام الأسدي مع تحول نوعي أخذ يطاوله يضع في حسبانه انهيار حليفها الدمشقي، ويرغمها على إيجاد ردود سياسية تستبق فشلها العسكري يرجح أن تكون من طبيعة غير عادية، كما تقول اجتهادات عديدة.
يضيف الكاتب : إن من الثابت أن التطورات الأخيرة تهدد بتمزيق سورية التي يمكن لنظامها أن ينسحب من الآن فصاعداً إلى المنطقة الساحلية آخذا معه إيران على أن يبقى شمال سورية للـ”ثورة” وشرقها لداعش .
ينتهي الكاتب للقول : لا أعتقد أن خطط النظام التي تراهن على داعش ستنجح لأسباب كثيرة تتعلق بالمواقف العربية والإقليمية وبعض الدولية، وخصوصاً منها الأوروبية، وكذلك بموقف إسرائيل، وحتى حزب ﷲ، فهل يقطع العالم العربي الشك باليقين، ويمد الجيش الحر، أخيراً، بما يحتاج إليه من عتاد ومال، كي يسقط النظام ويواجه داعش، ويخرجه من شمال وشرق سورية، وبالتالي، من معادلات الصراع السوري، واحتمالاته الكابوسية التي تترتب على دوره فيه وامتداده الجسدي والمعنوي إلى مختلف مناطقه، بالوتيرة العاصفة التي نعيشها هذه الأيام بالتواطؤ مع النظام الأسدي ؟
قسم البرامج _ وطن اف ام