في الجولة اليوم للصحف العربية ، هل هناك فرصة للحل السياسي للحرب السورية المشتعلة منذ أربع سنوات ، وقراءات مختلفة لخطة المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا لوقف القتال في سوريا .
سورية في ألعاب الأمم
بداية من صحيفة الحياة تحت عنوان ” سورية في ألعاب الأمم” للكاتب حسن قاسم سبق لروسيا التي ضاقت ذرعاً بأزمتها، أن رفضت إقراض اﻷسد بليون دوﻻرٍ أميركي ما يمكن تفسيره كضغط عليه للقبول بخطة دي ميستورا لتجميد الصراع ، والتي أبدى اﻷسد قبولاً مبدئياً بها دون أي مبرر عملياتي في حلب خصوصاً .
من جهتها تحاول تركيا منذ بداية الثورة دفع الإدارة الأميركية نحو سياسةٍ أكثر إنتاجاً وجذريةً في سورية، ولا يُبدي الأتراك ضيقاً أقل حيال سياسة أميركا الاستنزافية في سورية .
يضيف الكاتب : لا يمكننا التأكد من نجاح تركيا في استثمارها هذا، لكن المؤكد أن نشاطاً ديبلوماسياً أميركياً انتاب الملف السوري عقب زيارة الخطيب الموسكوفية، وسيكون من المشروع الاعتقاد بأنها سببٌ له ، أو أن السبب يعود لتوسع مساحات سيطرة فصائل إسلامية أقرب لتركيا في الشمال السوري .
يختم الكاتب للقول : الاستثمار في الأزمة الروسية استثمار ستزيده زيارة بوتين لأنقرة قوةً حيث لا يمكن الاكتفاء على الطابع الاقتصادي لها ، ما قد يُمَكن الاستثمار التركي من تجاوز نتائج زيارة المعلم اﻷخيرة إلى موسكو، وينذر بتحوله ضغطاً ﻻ يمكن للأميركيين تجاهله، وهم مقبلون على اجتماعٍ مصغرٍ لأصدقاء سورية الأكثر مباشرةً للملف، تبدو تركيا الأشد حماساً له .
الحل الروسي في سورية: غروزني مثالاً
بالانتقال إلى صحيفة العربي الجديد ونطالع فيها مقالا للكاتب برهان غليون بعنوان : ” الحل الروسي في سورية: غروزني مثالاً ” .
بداية يتسائل الكاتب : هل هناك فرصة للحل السياسي للحرب السورية المشتعلة منذ أربع سنوات؟ وهل أصبح النظام السوري جاهزاً لذلك؟ وما الذي دفع موسكو إلى التحرك الدبلوماسي، اليوم، بموازاة تحرك دي ميستورا الذي يكشف العجز الكامل للأمم المتحدة عن القيام بأي دور؟
في نظر الكاتب : وحسب ما تسرب من معطيات، هناك بالفعل إرهاصات لبدء مفاوضات حول الأزمة السورية. لكن، ليس من أجل إيجاد حل للأزمة، يلبي الحد الأدنى من مطالب السوريين ، وإنما لتكريس المكتسبات التي حققها فرسان الحرب الحقيقيون إيران وروسيا .
برأي الكاتب : لو كانت لدى الروس والإيرانيين إرادة حقيقية في إنهاء الحرب السورية ، لما تطلب الأمر كل هذه المناورات والتحضيرات الجديدة، والتصريحات المواربة والمتناقضة، ولا الاجتهاد في انتقاء المعارضين، وفرزهم حسب الطلب.
يتابع الكاتب : بينما يعد الروس المقصلة لقطع رأس الثورة، ربما بمساعدة بعض أبنائها الذين أعمى أبصارهم البحث عن دور، تتطوع الأمم المتحدة عبر مبعوثها ستيفان دي ميستورا، بحمل المنشفة لمسح الدماء المسفوكة ومواساة أيتام الثورة بقطرة من الماء وكسرة الخبز التي حولها حصار الجوع إلى سم زعاف .
ينتهي الكاتب للقول : إنها وصفة الحرب الأهلية الدائمة والتعطيل الكامل لفرص استعادة سيادة الدولة وحكم القانون وعمل المؤسسات ومن وراء ذلك تكريس نظام الاحتلال الداخلي والخارجي على ما يأملون أن يكون حطام ثورة الفقراء والمعذبين والمشردين من أبناء سورية الشهيدة … لكنهم واهمون .
الحرب على «داعش».. إلى أين
ونختم جولتنا من صحيفة الشرق الاوسط وفيها كتب شمسان بن عبد الله المناعي مقالا حمل عنوان : ” الحرب على «داعش».. إلى أين ” .
يقول الكاتب بداية : من الصعب التكهن بمستقبل نتائج حرب التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا والعراق، ذلك لأن هذه الحرب ليست حربا تقليدية يكون فيها الطرف الثاني محدد الزمان والمكان، ولكنها أشبه بحرب العصابات التي هي من أخطر الحروب وأصعبها .
استطاع «داعش» أن يجر الجميع إلى حرب استنزاف ومما يساعده على هذا الاستمرار في هذه الحرب بقوة قتالية لا تضعف ميدان الحرب الذي يقاتل فيه، الذي يمتد من سوريا إلى العراق، فعندما تضعف في العراق تنتقل للقتال في سوريا، والعكس، مما يجعل من هزيمتها أمرا صعبا .
بحسب الكاتب : ظهور «داعش» كان وراءه أسباب أهمها فشل الأمم المتحدة ومجلس الأمن في إيجاد حل سياسي للقضية السورية، وعدم استقرار الوضع السياسي في العراق أثناء فترة نوري المالكي الذي كرس الطائفية في العراق، بعد خروج الجيش الأميركي منه.
يخلص الكاتب مقاله متسائلاً : هل تستطيع قوى التحالف الدولي هزيمة «داعش» أم يكون «داعش» فيتنام ثانية بالنسبة لأميركا ؟
قسم البرامج _ وطن اف ام